231

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٢١ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الإنسان مهما كثر ذنبه، إذا أحدث لكل ذنب توبة، فإن الله تعالى يحبه، والتائب مرة واحدة من ذنب واحد محبوب إلى الله ﷿ من باب أولى، لأن من كثرت ذنوبه وكثرت توبته يحبه الله، فمن قلت ذنوبه، كانت محبة الله له بالتوبة من باب أولى.
وقوله: ﴿وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾: الذين يتطهرون من الأحداث ومن الأنجاس في أبدانهم وما يجب تطهيرة.
وهنا جمع بين طهارة الظاهر وطهارة الباطن: طهارة الباطن بقوله: ﴿التَّوَّابِينَ﴾، والظاهر بقوله: ﴿الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.
وفي الآية من الأسماء والصفات ما سبق في التي قبلها.
الآية الخامسة: قوله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١].
يسمى علماء السلف هذه الآية: آية المحنة، يعني الامتحان، لأن قومًا ادعوا أنهم يحبون الله فأمر الله نبيه أن يقول لهم: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾، وهذا تحد لكل من ادعى محبة الله، أن يقال له: إن كنت صادقًا في محبة الله، فاتبع الرسول، فمن أحدث في دين رسول الله ﷺ ما ليس منه، وقال: إنني أحب الله ورسوله بما أحدثته، قلنا له: هذا كذب لو كانت محبتك صادقة، لا تبعت الرسول ﵊، ولم تتقدم بين يديه بإدخال شيء في شريعته ليس من دينه، فكل من كان أتبع لرسول الله ﷺ، كان لله أحب.

1 / 233