68

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

تصانيف

وقولُ المؤلِّف: (أخبرْ): البشارةُ: الإخبار بما يَسُرُّ المُخبَر، والمبشِّر: الرسول ﷺ، والمبشَّر هم: الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وقولُه: (صدَّقُوا بالله): فسَّر الإيمان بالتصديق، ولا شك أن الإيمان؛ أصلُه في اللغة: التصديق، أو نوعٌ من التصديق، وفي الشرع: الإيمانُ بالله وبكلِّ ما يجب الإيمان به؛ لقوله ﷺ: «الإيمانُ أن تؤمنَ باللهِ وملائكتِهِ ..» الحديث (^١). وقولُه: (من الفروضِ والنوافل): معناه أن الأعمال الصالحة تشمل جميع العبادات من الواجبات والمستحبات، و﴿الصَّالِحَاتِ﴾ في الآية صفةٌ لموصوف محذوف؛ المعنى: عملوا الأعمالَ الصالحات، وعَطْفُ الإيمان على الأعمال من عَطْفِ الخاص على العام (^٢). وقولُه: (بأنْ): يريد أنَّ جملة ﴿أَنَّ﴾ وما دخلتْ عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء فالمعنى: بشِّرهم أيها النبيُّ بما أعدَّ الله لهم من الجنات وما فيها مِنْ النعيم. وقولُه: (حدائقَ ذات شجرٍ ومساكن): يريد أن الجنات - وهي البساتين -، وعبَّر عنها بحدائق فيها أشجار وأنهار ومساكن. وقولُه: (من تحتِ أشجارِها وقصورِها): يريد أن الأنهار ليست تحت أرضِ الجنة، بل فيها تجري تحتَ أشجارها وقصورها (^٣). وقولُه: (أي: المياهُ فيها): يريد أن النهر في الأصلِ هو الحفرُ الذي يجري فيه الماء، فإسناد الجريان إليه مجازٌ مُرسلٌ علاقته المحليَّة؛ لأنه تعبيرٌ بالمحليِّ عن الحال، والأولى أن يُقال: إن النهر يُطلق على المجرى الذي هو الحَفر،

(^١) أخرجه البخاري (٥٠) من حديث أبي هريرة، ومسلم (٨) من حديث عمر ﵁. (^٢) ينظر: «الإيمان الكبير» (ص ١٣٨ - ١٤٣)، و(ص ١٥٧ - ١٦١). (^٣) جاءت أحاديث فيها: أن الكوثر وأنهار الجنة تجري من غير أخدود. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٠٦ - ٤٠٧)، و«تفسير القرطبي» (١/ ٢٣٩)، و«تفسير ابن كثير» (١/ ٢٠٤).

1 / 72