التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
تصانيف
وهكذا يقال: في المكر والكيدِ من الله - تعالى -، فكلُّ ذلك حقيقةٌ على ما يليق به - سبحانه - ولا موجبَ لصرفِ الكلام عن ظاهرهِ (^١).
وقولُه: (يُمهلهُم): هو تفسير يمدُّهم؛ أي: يزيدُهم في المدَّة إملاءً لهم واستدراجًا، وهو مِنْ مَدَّهُ الثلاثي، وذكر ابنُ جرير الخلافَ في الفرق بين مدَّهُ وأمدَّهُ، والمشهور «مدَّهُ» في الشرِّ، و«أمدَّهُ» في الخير، كما تقدَّم.
وقولُه: (تجاوزهم الحدَّ في الكفر): لأنَّ المنافقين أغلظُ كفرًا من غيرهم؛ لجمعِهم بين الكذب والتكذيب مع شدَّة العداوة للمؤمنين.
وقولُه: (يتردَّدون تَحَيُّرًا): يريد أنَّ العَمَهَ هو الترددُ والحيرةُ، وهذه حال المنافقين، ولهذا قال الله في وصفِهم: ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.
وقولُه: (حالٌ): يريد أنَّ جملة ﴿يَعْمَهُونَ﴾ حاليةٌ في موضعِ نصبٍ.
* * *
(^١) ينظر: «مجموع الفتاوى» (٢٠/ ٤٧١)، و«مختصر الصواعق» (٢/ ٧٣٧ - ٧٤٧)، و«التعليقات على المخالفات العقدية في الفتح» (ص ١٢٦، رقم ٨٥).
1 / 51