مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

إبراهيم بن إبراهيم قريبي ت. غير معلوم
93

مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ولعل الهيثمي أيضًا يقول بقاعدة بعض العلماء وهو تحسين حديث المستور إذا كان من التابعين كما هو مذهب ابن كثير وابن رجب١. رحمهما الله٢. وعلى كل حال فالقول بما رآه الهيثمي من تحسين هذا الحديث أقرب إلى الصواب، لأن الحارث من التابعين وقد روى عن جماعة، وروى عنه ابنه وابن أخيه، وقد وثقه ابن حبان. وهي مسألة تاريخية وليست من العقائد حتى نتشدد في ذلك. وأما قول ابن القطان٣: "بأن الحارث لا يعرف، فابن القطان من المتشددين في ذلك، ولم يوافقه الذهبي على هذه القاعدة التي مشى عليها"٤.

١ هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب شهاب الدين صاحب كتاب (جامع العلوم والحكم) (ت ٧٩٥) انظر ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي، ص: ١٣. ٢ انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني المجلد الأول، الجزء الربع، ص١٠. ٣ هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الفاسي صاحب كتاب (الوهم والإيهام) (ت٦٢٨) تذكرة الحفاظ ٤/١٤٠٧. ٤ انظر: ميزان الاعتدال ١/٥٥٦ و٣/٤٢٦ وتذكرة الحفاظ ٤/١٤٠٧ وانظر الرفع والتكميل في الجرح والتعديل لعبد الحي اللكنوي، ص١١٠.

المبحث الثالث: ضعف مقاومة بني المصطلق أما كون المسلمين لم يلقوا في هذه الغزوة مقاومة شديدة على الرغم من تحشد بني المصطلق واستعدادهم الكامل للمعركة، فلعل هذا يفسر بأمرين: الأول: علم المسلمين المسبق باحتشاد هذه القبيلة للهجوم على المدينة، واستعداد المسلمين الكامل في هذه الغزوة، وأخذهم الحذر التام. الثاني: هجوم المسلمين المبكر على هذه القبيلة قبل أن تقوم هي بالهجوم. ومن المعلوم أن العدو إذا بوغت في عقر داره على حين غفلة، فإِنه تتحطم معنوياته وتنهار قواه، ويسهل القضاء عليه، ويصاب بالذعر والاندحار، حتى ولو كان قد أعد عدته، وجمع الجموع، كما حصل لهذه القبيلة فإِنها قد تهيأت

1 / 112