190

مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾، [سورة يوسف، الآية: ١٨] ١.
قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت: وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببرائتي، ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله ﷿ في بأمر يتلى٢، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ﷺ في النوم رؤيا يبرئني الله بها".
نزول الوحي ببراءة عائشة:
قالت: فوالله ما رام٣ رسول الله ﷺ مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد، حتى أنزل الله ﷿ على نبيه ﷺ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء٤ عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان٥ من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه، قالت:

١ جزء من آية ١٨ من سورة يوسف: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ .
٢ وفي رواية ابن إسحاق "يقرأ به في المساجد ويصلى به". انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٣٠١.
٣ ما رام: أي ما برح وما فارق مجلسهن يقال: رام يريم إذا برح وزال من مكانه، وأكثر ما يستعمل في النفي. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٢/ ٢٩٠. وفي رواية ابن إسحاق "فوالله ما برح رسول الله ﷺ مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجى بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزعت ولا باليت قد عرفت أني بريئة، وأن الله ﷿ غير ظالمي، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله ﷺ، حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس". سيرة ابن هشام ٢/ ٣٠٢ وفي حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن عائشة قالت: "رميت بالذي رميت به وأنا غافلة بينما رسول لله ﷺ عندي جالس، إذ أوحي إليه، قالت: وكان إذا أوحي إليه أخذه كهيئة السبات فأوحي إليه وهو جالس عندي ثم استوى جالسا فمسح وجهه ثم قال: "يا عائشة أبشري" فقلت: "بحمد الله لا بحمدك" مسند عبد بن حميد ٢/ ١٩٥ب.
٤ البرحاء: شدة الكرب من ثقل الوحي. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير١/١١٣.
٥ الجمان: هو اللؤلؤ الصغار وقيل حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ المصدر السابق ١/ ٣٠١.

1 / 219