حكم السلام على النبي ﷺ لمن زار مسجده
السؤال
هل يجوز التوجه إلى القبر للسلام على النبي ﷺ ولو من مؤخرة المسجد؟
الجواب
هذه المسألة يختلف فيها أهل المدنية من زمن الإمام مالك، وإذا كان الإنسان من أهل المدينة وليس عنده وقت فهل كلما دخل إلى المسجد ويسلم وعندما يمر بباب المسجد ينحرف ويقول: السلام عليك يا رسول الله في نفسه، يقولون: كان مالك لا يرى في ذلك بأسًا، ولكن ليس من باب: ﴿يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾ [الحجرات:٤]؛ لأنه في نفسه ولم يناد، ويشهد لذلك قوله ﷺ: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني عن أمتي السلام)، فكل إنسان بعد عن القبر الشريف وسلم على رسول الله؛ فإن أولئك الملائكة الكرام يحملون هذا السلام ويبلغونه رسول الله ﷺ، سواء كان في المشرق أو في المغرب، فهذا الذي عند باب المسجد حينما يسلم في نفسه فهو داخل في هذا المعنى، والمعنى المنهي عنه أن يرفع صوته من عند الباب وينادي ويصيح: السلام عليك يا رسول الله.
هذا هو المنهي عنه وهذا المتنافي مع الأدب معه.
ونجد بعض الناس يتوجه هنا مثلًا أو في ذاك الركن أو إلى تلك الحجرة ويقبض يديه ويسلم على الرسول ﷺ، نقول: هذا تقصير منه في حق رسول الله؛ لأنه في المسجد، والذي في المسجد عنده وقت، وكان عليه أن يذهب إلى الحجرة الشريفة وأن ويسلم عن قرب، وسلامه هنا إما استعجالًا وإما كسلًا.
فهذا لا ينبغي، بخلاف الشخص الذي هو مار في الطريق قد لا يكون متوضئًا، وحينما مر على باب المسجد نادته عاطفته أو من ناحية روحية أو وجدانية فسلم على رسول الله بمعنى الوجدان والشوق ولم يناد، ولم يرفع صوته، ولم يجهر، إنما هو أمر في نفسه استدعته إليه عاطفته ومحبته لرسول الله، فيكون داخلًا في من تبلغ الملائكة سلامه إلى رسول الله، والله تعالى أعلم.
2 / 17