فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

علي الرملي ت. غير معلوم
115

فضل رب البرية في شرح الدرر البهية

تصانيف

والظاهر - والله أعلم - أن الساعة الأولى من بعد طلوع الشمس، لأن الوقت قبل ذلك وقت لصلاة الفجر. قال: (والتطيّبُ والتجُّملُ والدُّنوّ من الإمامِ) أي، ويستحب أيضًا لمن يأتي الجمعة أن يتطيّب، وهو الذي نسميه اليوم: العطر، فيستحب له أن يتعطّر، ويلبس جميل ثيابه، ويقترب من الإمام. - أما الطيب، فقد تقدم في حديث عبد الله بن عمرو ما يدل على استحبابه. وجاء في «الصحيح» عن سلمان الفارسي أن النبي ﷺ قال: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهّر ما استطاع من طهر، ويدّهن من دهنه، أو يمسّ من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرّق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (١). والمراد بالدهن هنا: الطيب. - وأما دليل التجمل، فحديث عبد الله بن عمرو المتقدّم، قال: قال رسول الله ﷺ: «من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه»، ... إلى أن قال: «كانت كفارة لما بينهما ...» إلخ - وأما دليل استحباب الدنو من الإمام، فقوله ﷺ: «من غسّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها» (٢). وأما (غسل واغتسل)، فمعناهما واحد كقوله: (ومشى ولم يركب). ومعنى (بكّر وابتكر) أي خرج إلى الجمعة باكرًا. قال المؤلف: (ومَنْ أدْرَكَ رَكْعَةً منها فَقَدْ أدْرَكَها)

(١) أخرجه البخاري (٨٨٣) عن سلمان ﵁. (٢) أخرجه أحمد في «المسند» (٧١٩)، وأبو داود (١٠٥١)، والبيهقي في «الكبرى» (٥٨٣٤) عن عطاء الخراساني أنه حدّثه عن مولى امرأته عن علي ﵁.

1 / 115