تقويم طرق تعليم القرآن الكريم في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي
تصانيف
تقويم طرق تعليم القرآن الكريم
في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي
إعداد
د. محمود بن إبراهيم الخطيب
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالقنفذة
رئيس مركز البحوث والدراسات التربوية
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، يهدي للتي هي أقوم، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد ﷺ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
أما بعد: فإن الله ﷾ تكفل بحفظ كتابه العزيز بقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩)، وقد قيض الله ﷿ للقيام بهذه الأمانة العظيمة في هذا العصر حكومة خادم الحرمين الشريفين التي اتخذت كتاب الله أساسًا لها في الحياة والحكم، وعنيت به عناية فائقة وظهر ذلك جليًا في مجالات متعددة بما فيها تلاوته وتجويده وحفظه، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية، وإقامة المدارس والكليات الخاصة به، وطباعته وتوزيعه، وترجمة معانيه، ونشره في كل وسيلة ممكنة.
1 / 1
وقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، بعقد ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه تحقيقًا لأهداف عديدة، ومن ذلك التعريف بأساليب تعليم القرآن الكريم، وإمكان الاستفادة من التقانة الحديثة في ذلك، ويشرفني أن أساهم في هذه الندوة المباركة بالكتابة في موضوع:
" تقويم طرق تعليم القرآن الكريم في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي ".
1 / 2
مشكلة البحث:
نظرًا لتطور طرق التعليم بصورة عامة وإمكان الإفادة من هذه الطرق في تعليم القرآن الكريم وتمسك كثير من المعلمين بالموروث من الأساليب والإجراءات غير التربوية التي تتم في الموقف الصفّي، كانت الحاجة لتقويم طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام والتعليم الجامعي لمعرفة فاعليتها وجدواها.
هذا الأمر يتطلب طرح التساؤلات التالية:
ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم العام؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟
ما طرق تعليم القرآن الكريم السائدة في التعليم الجامعي؟ وما إيجابياتها وما سلبياتها؟
هل توجد فروق بين الطرق المختلفة لتعليم القرآن الكريم في المراحل المختلفة للتعليم؟
1 / 3
أهمية البحث:
1 / 4
تبرز أهمية البحث من خلال مكانة القرآن الكريم في حياة المسلمين عامة، حيث يمثل رمز وحدة الأمة وهو مصدر أساسي في التربية الإسلامية ولكل فكر إسلامي صحيح، فهو القاعدة التي يرتكز عليها الإسلام عقيدةً وتشريعًا وتنظيمًا وبما أن تعليم القرآن الكريم قد قطع شوطًا كبيرًا هذه الأيام، حيث أعطت حكومة المملكة العربية السعودية أهميةً كبيرةً لتعليمه، وأكدت وجوب العناية بتلاوته وحفظه وضبطه، وبما أن كثيرًا من الذين يتولون تعليم القرآن الكريم من غير المؤهلين تربويًا، ولا دراية لهم بالأساليب التربوية الحديثة للتعليم بصورة عامة، مع عدم استفادتهم من التقنيات الحديثة في التعليم، حيث إن معظم المعلمين في المرحلة الابتدائية من حملة دبلوم معهد المعلمين الثانوي، أو كليات المعلمين المتوسطة، كما أن معظم مدرسي القراءات في كليات المعلمين بخاصة من حملة الشهادة العالية في القراءات، فكان لا بد من تقويم الطرق المتبعة في تعليم القرآن الكريم حتى تكون النتائج تتناسب مع الجهد المبذول، حيث إن تعليم القرآن الكريم ينجم عنه آثار إيجابية تعين المتلقي في حياته العلمية والعمليّة، فضلًا عما يناله من الأجر والثواب العظيم وما تتغذى به
1 / 5
روحه من الإيمان.
وانطلاقًا من الدور التربوي والتعليمي والديني الهامّ للقرآن الكريم، تصبح الحاجة ماسّة إلى إجراء بحوث ودراسات للوقوف على طرق تدريس القرآن الكريم، وتقويمها، بتشخيص الواقع وقياس ما تم تحقيقه لتسديد نواحي الضعف وتعزيز جوانب القوة (١)، والتعرف على الوسائل التي يجب تأمينها لتحسين طرق التعليم (٢)، للوصول إلى الطرق المثلى لتعليم القرآن الكريم مع إمكان الإفادة من التقانة الحديثة التي تناسب كل مرحلة من مراحل التعليم، كل ذلك لأهم H ية القرآن في بناء الشخصية المسلمة السّوية التي ستؤدي بالمسلم إلى احتلال مكان الصدارة كما كان عليه السلف الصالح.
ويقدم الباحث استبانة يمكن استخدامها في تقويم أداء المعلم الكريم في الموقف الصفي للكشف عن الأساليب المتبعة في مراحل التعليم المختلفة.
_________
(١) شحاتة،١٤٢٠هـ،٣٢٣.
(٢) أحمد،١٤١٦هـ،١٩٧.
1 / 6
مصطلحات الدراسة:
التقويم Evaluation:
عملية إصدار الحكم على قيمة الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات، ويشمل كل جوانب العملية التعليمية بما فيها طرق التدريس، كما يتضمن معنى التحسين أو التعديل أو التطوير الذي يعتمد على أسس ومعايير تربوية محددة سابقًا (١) .
وهو وسيلة يستعان بها لتشخيص الواقع وقياس ما تم تحقيقه لتسديد نواحي الضعف، وتعزيز جوانب القوة (٢) .
_________
(١) راشد، ١٤٠٨هـ، ٢١٤)، (البشير، ١٤١٦هـ، ٨٦.
(٢) شحاتة، ١٤١٩هـ، ٣٢٣)، (عبد القادر، ١٤١٦هـ، ١٦٥) .
1 / 7
طريقة التدريس Teaching Method:
ما يتبعه المعلم من خطوات وإجراءات متسلسلة متتالية مترابطة، يلتزمها في المواقف الصفية (١) لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية (٢) مخطط لها بتوصيل المادة الدراسية إلى أذهان الطلبة بأيسر السبل وأقل الوقت والنفقات (٣) .
_________
(١) عيد، ١٤٢٠هـ، ١٨.
(٢) (٤) قنديل، ١٤١٨هـ، ١٥٥.
(٣) (٥) عبد القادر، ١٤١٦هـ، ١٨)، (جان، ١٤١٨هـ، ٤٢٤.
1 / 8
التعليم:
يطلق على العملية التربوية كلها، ولكن المقصود هنا (في البحث) هو التدريس أو الدور الذي يقوم به المدرس في العملية التعليمية.
وكل طريقة من طرق التدريس لها طبيعتها وعناصرها المختلفة المتداخلة في نسيج واحد يشمل الأهداف والوسائل التعليمية الميسرة وأسلوب إعداد الدروس (١)، والإجراءات المتبعة لتعليم مجموعة من المتعلمين في زمن معين وتحت ظروف مختلف المعوقات في البيئة التعليمية (٢) . وعملية التدريس بواقعها ما هي إلا نتاج مجموعة من طرق التدريس المتنوعة التي تحقق أغراض الموقف التعليمي (٣) .
_________
(١) ١) اللقاني، ١٩٨٨م، ٢٢٠، رشدي، ١٩٨٣م، ٢٩-٣٠.
(٢) القعيد، ١٤١٤هـ، ٢١٨.
(٣) قنديل، ١٤١٨هـ،١٧٠
1 / 9
القرآن الكريم:
هو كتاب الله المنزل على محمد ﷺ، المتعبد بتلاوته (١) .
_________
(١) الرومي، ١٤٢٠هـ، ٢١
1 / 10
مراحل التعليم العام: (في البحث)
يقصد بذلك المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدارس، عدا مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومدارس الرئاسة العامة لتعليم البنات.
التعليم الجامعي: كل تعليم يلتحق به من أتم دراسة المرحلة الثانوية، لدراسة برامج تعليمية وتدريبية في شتى التخصصات النظرية والعملية، مدة أربع سنوات غالبًا.
1 / 11
الإطار النظري:
القرآن الكريم كلام الله ﷾ المُنزل على سيد البشر ﷺ المتعبد بتلاوته (١)، فهو ذو بناء فريد وتركيب معجز، وتلاوته عمل تعبّدي تهذب النفس، وتمنحها القدرة على مجابهة الحياة الدنيوية، وتُعدّها لحياة الآخرة، وعلينا عند تلاوته أن نتأدب بأدب القرآن من خشوع وخضوع وصفاء؛ حتى ينفذ ذلك إلى قلوب المتعلمين، ونكون نموذجًا يُحتذى، مراعين الأسس التالية عند تلاوته:
إخراج الحروف من مخارجها مع وضوح الألفاظ، وجلاء المعاني، ومراعاة أحكام التجويد مهما كان مستوى المستمع للتلاوة، لأن ذلك أدعى إلى المحاكاة والتقليد عند المبتدئين من المتعلمين، مع الالتزام بتطبيق قواعد القراءة السّليمة لدى المتقدمين منهم ومعرفة المصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف والتعرف على كيفية الوقوف وكيفية التصرف عند الاضطرار إلى الوقوف (٢)
الضبط لكلمات القرآن الكريم بالشكل؛ لما في ذلك من أهمية بالغة تتعلق بأمور العقيدة، لأن انحراف الحركة عن موضعها يؤدي إلى تغيير المعنى، وإفساد القراءة يقود إلى جعل الإيمان كفرًا، والحقيقة باطلًا.
_________
(١) الرومي، ١٤٢٠هـ، ٢١
(٢) شحاتة، ١٤٢٠هـ، ٢٣٢.
1 / 12
التلاوة من المصحف، وتعريف المتعلمين برسم الكلمات فيه، (الرسم العثماني) وأن المسلمين قد حافظوا على هذا الرسم لحكمة لا نعرفها، لا لأن الذين كتبوها يجهلون قواعد الرسم الإملائي.
1 / 13
وعلى المعلم أن يراعي المبادئ التالية لتعليم القرآن الكريم وتعلمه في المراحل المختلفة:
١.التعليم القبلي:
يستمع المعلم عادة في درس القرآن الكريم إلى تلاوة مباركة لمجموعة من الآيات التي سبق للمتعلم أن تعلمها في الدرس السابق، ويمكن أن يثير مجموعة من الأسئلة حول الأفكار العامة، أو الجزئية التي تضمنتها الآيات المذكورة؛ حتى يتمكن من ربط السابق باللاحق إن أمكن، وبذلك يعرف المعلم مواطن الضعف فيوليها اهتمامه ويعرف مواطن القوة فلا يضيع وقته فيها.
1 / 14
٢.التمهيد:
يمهد المعلم للسورة أو الآيات الكريمة بحديث سهل يتعلق بموضوع الدرس، ومن الممكن مناقشة الطلاب بأسئلة تمس محتوى الدرس، أو محتوى الدرس السابق، إذا كان ذا علاقة بالدرس الجديد، وذلك باستثارة معلوماتهم المختزنة، وذلك لتشويق الطلاب وجذب انتباههم إلى معرفة موضوع الآيات التي ستتلى (١)، لأن الأسئلة وسيلة للكشف عن الحقائق واكتساب المعلومات، وإثارة للتفكير، وتنشيط للطلاب وتشجيع للطلبة المقصرين إذا أعطوا الأسئلة السهلة (٢)، لأن السؤال أداة العلم كما قال رسول الله ﷺ: «العلم خزائن تفتحها المسألة» (٣) .
_________
(١) موسى، ١٤٢٠هـ،١٩٨
(٢) جان،١٤١٨هـ،٣٠٢-٣٠٧
(٣) الدارمي، ١٣٨٦هـ، حديث رقم ٥٤٥
1 / 15
٣.القراءة النموذجية:
يقرأ المعلم الآيات موضوع الدرس قراءة نموذجية مرتلة خالية من الأخطاء، مراعيًا إخراج الحروف من مخارجها، مع التقيد بعلامات الوقف وما يليق بالقرآن من الخشوع، والطلاب منصتون وينظرون إلى الآيات في مصاحفهم، ويمكن تكرار القراءة مرات عدة، مع الاستعانة بالمسجل في ترتيل الآيات المذكورة، لتشويق الطلاب ودفع الملل عنهم، وتكرار التلاوة يتوقف على مستوى الطلاب (١)، "ومما تنبه إليه علماء التربية المسلمون، ضرورة ترتيل القرآن الكريم بحيث تستبين في القراءة الحروف والكلمات مجودة متقنة المخارج والنطق، لأن ذلك يساعد على فهم المعنى، كما أنه ضروري لتعظيم القرآن الكريم، ويرى العلماء الذين ألفوا في علوم القرآن هذا الرأي وينصحون بقراءة التحقيق والترتيل لفائدتهما في التعليم، فالتحقيق في القراءة يكون لرياضة الألسن، وتقويم الألفاظ ويستحب الأخذ به، وذكر بعضهم أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم والتمرين، والترتيل يكون للتدبر والتفكير والاستنباط" (٢) .
ويمكن للمعلم بعد القراءة النموذجية أن يكلف الطلاب بالقراءة الصامتة (الصدرية) وبذلك يمهد للقراءة الجهرية والشرح والمناقشة والتحليل.
_________
(١) موسى، ١٤٢٠هـ،١٧٠.
(٢) يونس، ١٩٩٩م، ٢٤٤
1 / 16
٤.القراءة الجمعية مع المدرس وهذا يناسب المرحلة الأولية (الدنيا):
يقوم المعلم بتهيئة الطلاب إلى أنه سيقرأ السورة أو النص موضوع الدرس جزءًا جزءًا، وعليهم أن يعيدوا بعده كل جزء يقرؤه، ثم يقرأ النص مجزأ، ويراقب الأطفال، وهم يقرؤون بعده، وفي هذا المجال تنبه علماء التربية المسلمون إلى أن الإيقاع الجماعي، والترديد الجماعي الناشئ عن اجتماع الصبيان يحمسهم للتعلم ويدفعهم إليه، ومثل هذا الإيقاع الجماعي والترتيل يدعو إليه بصفة خاصة علماء تعليم اللغات جميعهم في مراحل التعليم الأولى (١)
_________
(١) يونس، ١٩٩٩م، ٢٤٣.
1 / 17
٥.المنافسة في القراءة الجماعية وتقسيم الطلاب حسب قدراتهم الفكرية:
يحاول المعلم أن يقسم الطلاب إلى مجموعات حسب جلوسهم في الفصل الدراسي، حيث تعيد كل مجموعة ما يقرؤه المعلم، ثم يكلف مجموعة أخرى بالإعادة وهكذا ... لإثارة التنافس بينهم في إجادة القراءة، ويمكن تقسيمهم إلى مجموعات حسب قدراتهم الفكرية، ليعلمهم حسب قدراتهم، ويراعي الفروق الفردية بينهم من حيث القدرة التحصيلية، وفي هذا المجال يقول المربون المسلمون: يجب على المعلم أن يشخص طبيعة المتعلم من الذكاء والغباء على مقدار وسعه، ولا يكلفه بما لا يطيق، فإن كُلف يئس عن تحصيل العلم، فاتبع الهوى وأشكل تعليمه، وفي هذا يجب على المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه (١)، وفي هذا يقول الإمام الغزالي: "ولولاه لما اختلف الناس في فهم العلوم ولما انقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم، وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة، وإلى كامل تنبعث من نفسه حقائق الأمور بدون تعليم ... وذلك مثل الأنبياء" (٢) .
_________
(١) يونس،١٩٩٩م، ٢٤٥
(٢) ١٤٢٠هـ، ج١ / ١٢٢.
1 / 18
٦.القراءة الفردية:
يكلف المعلم عددًا من الطلاب المجيدين تلاوة الآيات المباركة موضوع الدرس، ثم يكلف آخرين بالتلاوة، ومن المفضل أن يقرأ أكبر عدد ممكن من طلاب الصف، وعلى المعلم أن يتابع قراءة الطلاب وأن يصوب أخطاءهم، ويتبع في تصويبه طريقة الحوار والاستنتاج الذي يؤدي في النهاية إلى اكتشاف الطالب الخطأ بنفسه، ويجب أن لا يقاطعه أثناء القراءة، بل يتركه يتم الآية، ثم يبحث عن الخطأ، فإذا اكتشفه الطالب واصل القراءة، وإلا ترك الفرصة لغيره باكتشافه، وإذا لم يتمكن أحد من ذلك، أشار المعلم إليه (١)، وإذا كان عدد الطلاب في الصف كثيرًا، وبخاصة في المراحل الأولية، يستعين المعلم بعدد من الطلاب النابهين لمساعدته في متابعة قراءة الطلاب الآخرين، يقول الغزالي في هذا المجال: "فأما المرحلة الأولى، فقد كان على المدرس فيها أن يعلِّم عددًا محدودًا من الصبيان، فإذا كثر الطلاب في كتابه، عيّن من العرفاء عددًا يتناسب مع عدد الطلاب، بحيث يكون لكل عريف عدد قليل من الصبيان" (٢)، وهذا ما يسمى في التربية الحديثة تعليم الأقران.
_________
(١) موسى، ١٤٢٠هـ، ١٧٦
(٢) يونس، ١٩٩٩م، ٢٤٦
1 / 19
٧.أهمية المعنى وطريقة مناقشته:
للمعنى في كل مادة مقروءة أهمية عظمى، فالمادة المقروءة لا تعني شيئًا إلا إذا فهم معناها، وعرفت من خلال المعنى، فالقراءة وسيلة للفهم، فهي ليست غاية في ذاتها، لذلك يجب على المعلم في درس القرآن الكريم أن يشرح الآيات المباركة ومفاهيمها شرحًا يتناسب مع قدرات طلابه، بحيث يتمكن المتعلمون من إدراك الأهداف والأحكام والأفكار العامة والجزئية التي تدل عليها الآيات، ويكون ذلك بأسلوب المناقشة والاستعانة بالوسائل المتعددة، حتى يدرك المتعلمون أن ما يتعلمونه يتصل بعقائدهم وحياتهم، وبذلك يتحقق الربط بين الآيات الكريمة وواقع حياة الطلاب، لأن ضعف دراسة القرآن الكريم تلاوةً وفهمًا وتدبرًا وحفظًا جعل القرآن الكريم ينزوي في ركن قصي من أركان المناهج التعليمية في كثير من الدول الإسلامية، وبهذا يبعد الحياة عن طريق القرآن (١) .
_________
(١) مدكور، ١٩٩١م، ١٥١
1 / 20