إتحاف الأنام بأحكام ومسائل الصيام
الناشر
مكتبة العلوم السلفية
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
إب
تصانيف
يصل إلى الجوف وإلى الحلق. اهـ
الثاني: قول الإمام مالك ﵀، وهو أنه لا يفطر بالسعوط إلا إذا نزل إلى حلقه، وهو ظاهر ترجيح الإمام ابن عثيمين، والعلامة ابن باز، وعزا هذا القول الحافظ إلى مالك، والشافعي ﵏.
الثالث: أنه لابأس به للصائم، وهو قول النخعي، وابن حزم.
والراجح -والله أعلم- هو القول الثاني؛ لحديث لَقيط بن صَبِرة أن النبي ﷺ قال: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» (^١)، ولا يعلم لهذا علة إلا أن المبالغة تكون سببًا لوصول الماء إلى المعدة، والله أعلم.
انظر: "المغني" (٣/ ١٦)، "المجموع" (٦/ ٣١٣)، "كتاب الصيام" (١/ ٣٨٥)، "المحلى" (٧٥٣)، "الفتح" [باب (٢٨) من كتاب الصيام]، "الشرح الممتع" (٦/ ٣٧٩)، "فتاوى رمضان" (٢/ ٥١١).
مسألة: احتقان الصائم؟
الاحتقان هو: إدخال الأدوية عن طريق الدبر، وهو معروف ولا يزال يُعمل.
فالمشهور من مذهب أحمد، والشافعي، وعزاه النووي للجمهور -يعني جمهور أصحابه- أنها تفطر؛ لأنها تصل إلى شيء مجوف في الإنسان، وهو الأمعاء فتكون مفطرة، سواء وصلت إلى المعدة أم لا.
وذهب ابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رواية عن مالك، وهو ترجيح
_________
(^١) تقدم تخريجه قريبًا.
1 / 82