آداب التربية في تراث الآل والأصحاب
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وهذا آخَرٌ من صحبه ﷺ لا يكتفي بتعليم صبي من أقاربه، أو غلام من بيته، بل يجمع صبيان قومه جميعًا، مع الكبار من الرجال والنساء؛ ليعلمهم جميعًا الوضوء قبل الصلاة.
إنه أبو مالك الأشعري ﵁. خرج إلى قومه؛ فنادى فيهم أن يجتمعوا، بنسائهم وأبنائهم، ليعلمهم صلاة النبي ﷺ ووضوءه، فاجتمع القوم، وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه (^١).
ولا شكَّ أن رؤية الصغير لوضوء الكبير له أثر عظيم في تعليمه، وتطبيقه له بشكل عملي صحيح، خاصَّة إذا ما تابع الكبير تقليد الصغير وعمله ليصحِّحَ له إن وقع منه خطأ.
وأما التعليم النظري عن طريق التلقين:
فمن أمثلته: ما وقع من الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ ابنِ عَفْراء ﵂، إذ جاءها عبدالله ابن محمد بن عقيل بن أبي طالب ليسألها عن وضوء النبي ﷺ؛ فلقنته إيَّاه نظريًّا.
قال عبدالله: دخلت على الربيع بنت عفراء، فقالت: من أنت؟
قلت: أنا عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
_________
(^١) في إسناده ضعف: سيرد قريبًا مطوَّلًا عند الحديث عن الصلاة، وهناك نذكر تخريجه وسبب ضعفه إن شاء الله.
1 / 86