آداب التربية في تراث الآل والأصحاب
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
كفيلًا بأن تهواه الأفئدة، وتنقاد إليه القلوب، ويقدِّم مَنْ حوله طاعته على طاعة أقرب الناس إليهم؛ وهذا بخلاف آيات القرآن التي كانت تحضُّهم على محبته، والتسليم لحكمه، واتباع هديه.
ومع ذا: فكان يعلمهم هو بنفسه ثمرة محبته، وأنها من دلائل كمال الإيمان (^١)، وأن صاحبها يبلغ بهذه المحبة مبلغًا عظيمًا في الآخرة، ويَسمعُ هذا الصبيان فيفرحون به.
هذا أنس بن مالك، الغلام الصغير الذي خدم النبي ﷺ عشر سنين (^٢)، يشهد أعرابيًّا أتى النبي ﷺ فسأله قائلًا: متى الساعة؟
قال ﷺ: «وماذا أعددتَ لها»؟
قال: لا شيء، إلا أني أحبُّ الله ورسوله ﷺ.
فقال: «أنت مع من أحببتَ».
قال أنس: فما فرحنا بشيء، فَرَحَنا بقول النبي ﷺ: «أنت مع من أحببتَ».
قال أنس: فأنا أحبُّ النبي ﷺ وأبا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم (^٣).
(^١) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (١٥) ومسلم (٤٤) أن النبي ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين». (^٢) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٦٠٣٨)، ومسلم (٢٣٠٩). (^٣) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٣٦٨٨)، ومسلم (٢٦٣٩).
1 / 60