آداب التربية في تراث الآل والأصحاب
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
أحد أوعية العلم من الصحابة، وهو: عبدالله بن مسعود ﵁، ينصح من حوله من الآباء والمربين ذات يومٍ، منبِّهًا إياهم على ذلك الخُلُق، محذِّرًا من التلاعب بمشاعر الصغار، بدعوى أنهم لا يفهمون، ولو بإخلاف وعد؛ فيقول لهم:
«إياكم والروايا، روايا الكذب، فإنَّ الكذب لا يصلح بالجد والهزل، ولا يَعِد أحدكم صبيَّه ثم لا ينجز له» (^١).
وهذا ما كان الصَّحْب الكرام يطبقونه في تعامله مع صغارهم، ألا يعدوهم إلا بما يستطيعون الوفاء به.
ها هي امرأة يزورها النبي ﷺ في بيتها ذات يوم، فتتلمس البركة والدعاء لصغيرها الذي خرج يلعب كعادة أقرانه، فتناديه، وحضًّا له على الإسراع تعده أنه إذا أتى أعطته عطيَّة، إنه عبدالله بن عامر ﵁، قالت له أمُّه: «يا عبدالله! ها، تعال أعطِكْ».
فسمع النبي ﷺ عبارتها فقال لها: «وما أردتِ أن تعطيه؟»
قالت: «أعطيه تمرًا».
(^١) في إسناده ضعف: أخرجه السمعاني في «أدب الإملاء والاستملاء» (ص/ ٣٥)، من طريق يحيى بن رجاء، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود؛ به. ويحيى بن رجاء، ترجم له الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٥/ ٩٦٢)، ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا.
1 / 130