آداب التربية في تراث الآل والأصحاب
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ويزداد الاحترام وجوبًا، والتوقير تأكيدًا إذا جُمع مع الأبوَّة: العلمُ والفضلُ.
هذا عبدالله بن عمر ﵁، يشهد مع صغر سنه مجلسًا لرسول الله ﷺ، فيسمعه يُلقي على الحاضرين سؤالًا، وبدأ بعض الصحابة في الإجابة، وأحجم آخرون، ووقع في نفس ابن عمر جوابٌ حسنٌ للسؤال، بل قد علم لاحقًا -لما حسم النبي ﷺ نزاعهم بجوابه- أنه الجواب الصحيح، لكنَّ ابن عمر احتفظ بالجواب لنفسه، ولم يتفوَّه به؛ فلماذا؟!
لما أخبر والده بعد انفضاض المجلس؛ سأله عمر: ما منعك أن تكلم؟ فقال: لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما، ولم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئًا، قال عمر: لأن تكون قلتها؛ أحب إلي من كذا وكذا (^١).
لقد تعلَّم ابن عمر، ولسنا في حاجة إلى أن نسمي من علَّمه، أنَّ للكبار مكانتهم، فإذا سكتوا؛ كان من هو دونهم أولى بالسكوت، لكنَّ أباه عمر يعدَّل شيئًا من ذلك الأدب، ويُضيف إليه ما يُعزز ثقة الصغير
_________
(^١) متَّفقٌ عليه: أخرجه البخاري (٦١٤٤)، ومسلم (٢٨١١).
وسيأتي مزيد تفصيل عن هذا الحديث في الفصل القادم (التربية الاجتماعية) إن شاء الله.
1 / 127