الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم، والحافظ ابن رجب
الناشر
بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية
رقم الإصدار
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الشيخ الإمام العلامة الحافظ، أوحد زمانه فريد العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية ﵁، فذكرت لهم أني أعجز عن حصرها وتعدادها، لوجوه أبديتها لبعضهم، وسأذكرها إن شاء الله فيما بعد ".
وسبق ذكر الحافظ الذهبي (ت ٧٤٨هـ) في ترجمته له من كتابه الذيل ما يصور كثرة فتاواه وقواعده وتواليفه من أنها " تبلغ ثلاثمائة مجلد، لا بل أكثر". ونحوه في تذكرة الحفاظ ٤/١٤٩٦-١٤٩٨.
وهذا تلميذه الحافظ محمد بن عبد الهادي المقدسي (ت ٧٤٤هـ) في مختصر طبقات علماء الحديث ٤/٢٧٩-٢٩٦ بعد ذكر جملة من كبار تصانيفه، يقول:
".. وعدد أسماء مصنفاته يحتاج إلى أوراق كثيرة، ولذكرها موضع آخر، وله من المؤلفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل والتعاليق ما لا ينحصر ولا ينضبط، ولا أعلم أحدًا من المتقدمين ولا من المتأخرين جمع مثل ما جمع، ولا صنّف مثل ما صنّف، ولا قريبًا من ذلك، مع أن تصانيفه كان يكتبها من حفظه، وكتب كثيرًا منها في الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه ويراجعه من الكتب ".
كما نقل عنه ابن عبد الهادي في " مختصر طبقات الحديث " أنها تفوق خمسمائة مجلد، وأسباب ذلك في الحقيقة متنوعة ومتداخله وظاهرة وخفية، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
وأنقل بهذه المناسبة نظمًا لأخص أصحاب الشيخ ابن تيمية به، وأشدهم ملازمة له حضرًا وسفرًا، تلميذه البار الوفي العلامة ابن القيم في قصيدته المشهورة بالنونية والموسومة بـ " الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية " دالًاّ بها على فضل علوم الشيخ، ورسوخ قدمه وعلو قدره، ومرشدًا الحيارى ومبتغي الهداية والجمع بين المنقول والمعقول، ووضوح عقيدة أهل السنة والجماعة ونصعها وصفائها وجلائها، حتى صار بحق مجدد الدين والملة المحمدية في عصره وما بعده، ذاكرًا وواصفًا فيها مؤلفات شيخه الكبار،
1 / 39