عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الاختلافات في القراءات، مقتصرًا على لغة قريش، ورتب سوره، وقد أجمعت الأمة على مصحف عثمان في سائر العصور (١).
كما وسَّع الحرمين بمكة والمدينة، وكان بناء المسجد النبوي بالمدينة باللبن والجريد وأعمدة الخشب، فزاد فيه عثمان سنة ٣٠ هـ زيادة كبيرة، وبنى جدرانه بالحجارة المنقوشة والحصى، وجعل عمده من الحجارة المنقوشة أيضًا، وسقفه بالساج، وترك أبوابه الستة كما كانت في خلافة عمر ﵁ (٢).
ومن إصلاحات عهده حفر نهر الأبلة وطوله أربعة وعشرين كيلا (كيلو مترًا) ونهر الأساورة، وكلاهما بالبصرة (٣).
واستعاد المسلمون في خلافته البلدان التي انتقضت عليهم في خلافة عمر ﵁ وبداية خلافة عثمان ﵁، وتوسعت الفتوحات فأضافت بلدانًا جديدة لم يسبق فتحها من قبل مثل أذربيجان وأرمينية وأفريقية تونس والنوبة وجزيرة قبرص وكابل وخراسان وشيراز واصطخر وسابور ودرابجرد وأرجان. وازدهرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية في خلافته لكثرة موارد الدولة والمجتمع،
_________
رقاق- والعسب- سعف النخل- فلما كانت خلافة الصديق ﵁ أمر زيد بن ثابت بجمعه في الصحف من العسب واللخاف وصدور الرجال فأنجزه، وفي خلافة عثمان ﵁ أمر زيد بن ثابت بإعادة العمل معتمدًا على المصحف الذي جمعه في خلافة أبي بكر، حيث تم تدقيق المصحف وترتيب سوره وعملت منه عدة نسخ وزعت على الأمصار منعا لوقوع الاختلاف في القراءات.
(١) ابن حجر: فتح الباري ٩: ٢١.
(٢) البخاري: الصحيح (فتح الباري ١: ٥٤٠)، والطبري: تأريخ ٤: ٢٦٧، وابن حجر: فتح الباري ١: ٥٤٥.
(٣) خليفة: التأريخ ١٦٥ - ١٦٦.
1 / 84