175

عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

اليمن دون تغيير في خلافة عمر (١). ورغم ضعفها فإنها تتفق مع سياسة عمر في مراعاة أحوال الرعية، وعدم تغيير الإجراءات النبوية.
وكانت مقادير الجزية على أهل مصر مثل أهل الشام، مع زيادة يسيرة في القمح تبلغ صاعًا إضافيًا، ولم يذكر أنهم يدفعون الودك- السمن- فلعل ذلك أسقط مقابل زيادة القمح (٢).
وتذكر رواية واهية السند بأن عدد دافعي الجزية بمصر بلغ ستة ملايين رجلًا كانوا يدفعون اثني عشر مليون دينار كل سنة (٣)، وهذا يتعارض مع ما ثبت من كون الرجل يدفع أربعة دنانير جزيةً.
ولم تصح أية رواية فيما يتعلق بجزية أهل برقة (في ليبيا) وزويلة (في حدود السودان)، فلعلها عوملت مثل مصر، وتذكر رواية ضعيفة أن عمرو بن العاص صالح برقة على جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار (٤).

والمعافر: حي من همدان تنسب إليها الثياب المعافرية.
(١) عبد الرزاق: المصنف ٦: ٨٩ بإسناد ضعيف.
(٢) عبد الرزاق: المصنف ٦: ٨٥، ٨٦، ٨٨ و١٠: ٣٢٨، ٣٢٩، ٣٣١. وابن أبي شيبة: المصنف ٦: ٤٢٩، وابن زنجويه: الأموال ١: ١٥٧، والبلاذري: فتوح البلدان ١٣١، والبيهقي: السنن ٩: ١٩٥، ١٩٦ والأثر صحيح. ولاحظ أن الأردبَّ يساوي ٤٦ و٣٠ كيلو غرامًا.
(٣) ابن عبد الحكم: فتح مصر ٦٤ - ٧٠ بإسناد واهٍ فيه خالد بن نجيح المصري كذاب وفيه رواة مجاهيل.
(٤) خليفة: التأريخ ١٤٤، وابن عبد الحكم: فتوح مصر ١٧٠، والبلاذري: فتوح البلدان ٢٢٥، ٢٢٦ ويلاحظ أن هذه الرواية الضعيفة تذكر أيضًا أنهم خيروا أن يبيعوا في جزيتهم من أبنائهم من أحبوا بيعه، وهذا مخالف للقاعدة العمرية في أن لا يكلفوا من الجزية مالا يطيقون، بل هي

1 / 192