عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ذلك في بعض الولايات بتعيين موظف خاص لبيت المال، فكان أنس بن مالك على بيت المال في ولاية أبي موسى الأشعري على البصرة (١)، وكان عبد الله بن مسعود على بيت المال، وعثمان بن حنيف على الخراج في ولاية عمار بن ياسر على الكوفة (٢)، وكذلك كان ابن مسعود على بيت المال في ولاية سعد بن أبي وقاص على الكوفة (٣). في حين استمر عدد من الولاة مسؤولًا عن بيت المال والخراج في عدة أقاليم مثل شرحبيل بن حسنة في الأردن، ومعاوية بن أبي سفيان في الشام، وعمرو بن العاص في مصر (٤).
وكان الخلفاء ينصحون ولاتهم ويوجهونهم ويذكرونهم بالقيم الإسلامية الرفيعة، وأن لا يتخذوا الولاية مغنمًا، وأن ينصرفوا إلى الحفاظ على مصالح الناس الدينية والدنيوية، فالولاية أمانة خطيرة والتفريط بواجباتها خيانة للأمة وفي الحديث: "ما من والٍ يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاشٌّ لهم إلا حَّرم الله عليه الجنة" (٥).
ولم يكن لعمل الوالي في الولاية وقت محدد، بل كان بابه مفتوحًا للناس.
وقد غضب عمر ﵁ على والي الكوفة سعد بن أبي وقاص حين وضع لداره بابًا وأرسل محمد بن مسلمة الأنصاري فأحرق الباب، لأنه خشي أن يكون ذلك سببًا لاحتجابه عن حوائج الناس (٦).
وكان الولاة خاضعين لمراقبة الخلفاء ومحاسبتهم، فعمر كان يرسل محمد
_________
(١) القاسم بن سلام: الأموال ٥١٦.
(٢) أبو يوسف: الخراج ٤٠.
(٣) خليفة: التأريخ ١٤٩.
(٤) عبد العزيز إبراهيم العمري: الولاية على البلدان ٢: ٩٥.
(٥) البخاري: الصحيح ٨: ١٠٧.
(٦) البلاذري: فتوح البلدان ٢٧٧، والطبري: تأريخ ٤:
1 / 118