الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
-
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٧هـ - ١٩٩٦م
تصانيف
إلا أنه يستثنى من ذلك من اختاروا فضح أنفسهم فجاهروا بمعاصيهم، فهؤلاء لا بأس من أمرهم ونهيهم سرا وعلانية (١) .
إن الرفق واللطف واللين في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له فوائد عظيمة في كسب الأنصار والمؤيدين وبالتالي انطلاق الدعوة إلى الخير والالتفاف حولها، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩] (٢) . وقد ورد في تفسير هذه الآية قول لعبد الله بن عمر جاء فيه: " إني أرى صفة الرسول ﷺ في الكتب المتقدمة، إنه ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ".
وفي السيرة النبوية أمثلة عديدة لأسلوب الرفق واللطف الذي اتخذه النبي ﷺ لتبليغ أمر ربه والدعوة إليه، وفيما يلي نذكر بعضا من هذه الأمثلة:
١ - روى الإمام البخاري عن أبي هريرة ﵁ قال: «بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي ﷺ: دعوه وأريقوا على بوله سجلا (دلوا) من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا
(١) الجهاد ميادينه وأساليبه، مصدر سابق، ص ١٨٥ - ١٨٦. (٢) سورة آل عمران الآية ١٥٩.
1 / 127