2148

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الناشر

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

تصانيف

وأما أعراض مرض الصرع، فهو كما جاء في كتاب (الموسوعة العربية الميسرة) أن يرى المريض شبحًا، ويسمع صوتًا، أو يشم رائحة، ويعقب ذلك وقوع المريض صارخًا على الأرض، وفاقدًا وعيه ثم تتملكه رعدة تشنجية، تتصلب فيها العضلات، وقد يتوقف فيها التنفس مؤقتًا، ويعقب النوبة خور في القوى، واستغراق في النوم يصحو منه المريض خالي الذهن من تذكر ما حدث له. (١)
فإذا كان هذا هو الثابت علميًا فهو بخلاف أمر رسول الله ﷺ، فلا يظهر عليه شيء مما ذكر من أعراض هذا المرض عند نزول الوحي عليه، بل يظل في تمام وعيه، وكامل قوته العقلية، قبل وأثناء وبعد الوحي، كما قال ﷺ، لما سُئل: كيف يأتيك الوحي؟ قال: "أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه علي، فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال". (٢)
وقد كان جبريل ﵇ يأتي إلى النبي ﷺ في صورة الرجل فيحادثه أمام جمع من الحضور وهم يشاهدون ذلك، كما ثبت في حديث جبريل المشهور الذي سأل فيه النبي ﷺ عن الإسلام والإيمان والإحسان. . . وكما جاء في حديث ابن عمر من إتيان جبريل ﵇ لرسول الله ﷺ في صورة الصحابي الجليل دحية الكلبي ﵁.
لقد عاش النبي ﷺ طيلة حياته في صحة نفسية وعصبية وعقلية دائمة، لم يطرأ عليه أي خلل في عقله أو أعصابه في يوم من الأيام، بل كان ﷺ بشهادة القرآن والسنة والتاريخ، وديعًا صبورًا حليمًا، بل كان عظيم الصبر، واسع الحلم والصدر حتى أنه ﷺ وسع الناس جميعًا ببسطه وخلقه.
وبالجملة: كان كمال عقله وخلقه ﷺ مضرب الأمثال لعصمة الله له، ولكل منصف أن يتساءل: هل يتفق هذا المرض وما هو معروف عن النبي ﷺ من أنه كان أمة وحده، في أخلاقه، وثباته، وحلمه، وسلامة جسمه وقوة بنائه؟ .

(١) الموسوعة العربية الميسرة ليوسف إلياس سركيس (حرف الصاد)، مادة صرع؛ نقلًا من الرد على شبهات عصمة النبي ﷺ.
(٢) البخاري (٢).

4 / 190