موسوعة التفسير قبل عهد التدوين
الناشر
دار المكتبى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
أو الحساب ولا يشرحوه، فكيف بكتاب الله الذي فيه عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة؟
رابعا: ما أخرجه الإمام أحمد وابن ماجة عن عمر ﵁ أنه قال: من آخر ما نزل آية الربا، وأن رسول الله ﷺ قبض قبل أن يفسرها:
وهذا يدل بالفحوى على أنه يفسر لهم كل ما نزل، وأنه إنما لم يفسر هذه الآية، لسرعة موته بعد نزولها، وإلا لم يكن للتخصيص بها وجه (١).
- أدلة من قال بأن النبي ﷺ لم يبيّن لأصحابه إلا القليل من معاني القرآن:
استدلّ أصحاب الرأي بما يأتي:
أولا: ما أخرجه البزار عن عائشة ﵂ قالت: ما كان رسول الله ﷺ يفسّر شيئا من القرآن إلّا آيا بعدد، علّمه إياهن جبريل (٢).
ثانيا: قالوا إن بيان النبي ﷺ لكل معاني القرآن متعذر ولا يمكن ذلك إلا في آي قلائل، والعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل، ولم يأمر الله نبيّه بالتنصيص على المراد في جميع آياته لأجل أن يتفكر عباده في كتابه (٣).
ثالثا: قالوا: لو كان رسول الله ﷺ بيّن لأصحابه كل معاني القرآن، لما كان لتخصيصه ابن عباس ﵄ بالدعاء له بقوله: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» فائدة، لأنه يلزم من بيان رسول الله ﷺ لأصحابه كل معاني القرآن استواؤهم في معرفة تأويله، ولا معنى لتخصيص ابن عباس بهذا الدعاء؟ (٤).
_________
(١) للتوسّع يراجع: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: ٢/ ٢٠٥.
(٢) للتوسّع يراجع: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ١/ ٣١، تفسير الطبري: ١/ ٢١.
(٣) للتوسّع يراجع: الإتقان للسيوطي: ٢/ ١٧٥.
(٤) للشيخ محمد متولي شعراوي في كتابه: الإسلام عقيدة وشريعة: ١٩ - ٢٠ كلام رائع: (لم يفسّر لنا رسول الله ﷺ القرآن، لأنه لو فسره لكان يجب أن يفسّره بما-
1 / 51