177

موسوعة التفسير قبل عهد التدوين

الناشر

دار المكتبى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

وحجّة على الباقين، لأن الله يقول: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١). فقال عمر: صدقت. ومثله ما أخرج البخاري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄ قال: كان عمر ﵁ يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه وقال: لم يدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من أعلمكم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ...) (٢)، فقال بعضهم وبعضهم الآخر لم يقل شيئا. فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. فقال: ما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ﷺ له، قال: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّابًا) (٣). فقال عمر ﵁: لا أعلم منها إلا ما تقول ... (٤). د- أهل الكتاب من اليهود والنصارى: (إن القرآن الكريم يتفق مع التوراة في بعض المسائل، وبالأخص في قصص الأنبياء، وما يتعلق بالأمم الغابرة، وكذلك يشتمل القرآن

(١) المائدة: ٩٠. (٢) النصر: ١. (٣) النصر: ٥. (٤) فتح الباري: ٨/ ٥١٩.

1 / 195