موسوعة التفسير قبل عهد التدوين
الناشر
دار المكتبى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
الفصل الثاني ماذا تعني الصّحبة؟
ذهب علماء الحديث في تعريف الصحابي مذهبا مختلفا عن أهل الفقه والأصول، فعرّف ابن كثير ﵀ الصحابي بقوله:
(هو من رأى رسول الله ﷺ في حال إسلام الرّائي، وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئا) (١).
وجاء تفصيل ذلك أكثر بقولهم: هو من لقي النبي ﷺ يقظة، مؤمنا به، بعد بعثته، حال حياته، ومات على الإيمان.
وزاد أهل الفقه والأصول على تعريف أهل الحديث بقولهم:
(وطالت صحبته، وكثر لقاؤه به، على سبيل التبع له، والأخذ عنه، وإن لم يرو عنه شيئا).
ويتفرّع عن مسألة الصحبة عدّة نقاط، أهمها:
أ- عدالة الصحابة:
عرّف الحافظ السيوطي العدالة بقوله: (هي ملكة- أي: هيئة راسخة في النفس- تمنع من اقتراف كبيرة، أو صغيرة دالّة على الخسّة، أو مباح يخلّ بالمروءة) (٢).
لكن مسألة العدالة بين أخذ وردّ:
(١) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: ٢/ ٤٩١. (٢) الأشباه والنظائر في قواعد فروع الشافعية: ٤١٣ - ٤١٤.
1 / 165