موسوعة التفسير قبل عهد التدوين
الناشر
دار المكتبى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
دمشق
تصانيف
عن زيد بن أرقم قال: كنت في غزاة، فسمعت عبد الله بن أبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، فذكرت ذلك لعمي أو لعمر، فذكره للنبي ﷺ، فدعاني فحدّثته، فأرسل رسول الله إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فكذّبني رسول الله وصدّقه، فأصابني همّ لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ﷺ ومقتك؟ فأنزل الله تعالى: (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) فبعث إليّ النبي ﷺ فقرأ فقال: «إن الله صدّقك يا زيد» (١).
- وفي قوله تعالى: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)
الآية: ٨.
عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار (٢)، فقال الأنصاري:
يا للأنصار، وقال المهاجريّ: يا للمهاجرين، فسمّعها الله رسوله ﷺ، قال: «ما هذا».
فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار.
فقال ﷺ: «دعوها فإنها منتنة».
قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي ﷺ أكثر، ثم كثر المهاجرين بعد، فقال عبد الله بن أبيّ: أو قد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله
(١) صحيح البخاري: رقمه (٤٦١٧)، صحيح مسلم: رقمه (٢٧٧٢). (٢) أي: ضرب دبره بيده. (النهاية لابن الأثير: ٤/ ١٧٣).
1 / 118