موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الناشر
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
رقم الإصدار
الثانية ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م.
مكان النشر
جادة ابن سينا.
تصانيف
يقولُ العلماءُ: إنّ النومَ أعظمُ نعمةٍ أَنْعَمَ اللهُ بها علينا لاستعادةِ نشاطِ الأجسامِ التي أَنْهَكَهَا التعبُ، يقولُ اللهُ ﷿: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم باليل والنهار وابتغآؤكم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم: ٢٣]، أيْ: ومِن آياتِه الدالّةِ على عظمتِه.
تقول أحدَثُ البحوثِ في موضوعِ النومِ: إنّ الإنسانَ إذا استيقظَ، وبدأَ بالعملِ أفرزَ في دمِه مادةً، أو موادَّ كيميائيةً بنسبٍ ضئيلةٍ جدًّا، وكلما مَرَّ الوقتُ ارتفعتْ هذه النِّسَبُ، فإذا بلغتْ حدًّا مُعَيَّنًا في الدَّمِ إثرَ مرورِ الزمنِ على بذلِ الجهدِ أرسلتْ أمرًا إلى الدماغِ، الذي يرسِلُ بدورِه أمرًا عَصَبِيًا كهربائيًّا إلى مراكزِ النومِ في العُقدِ العصبيةِ، فإمّا أنْ تتباعَدَ العقدُ العصبيَّةُ فتقطعَ السيَّالةُ الكهربائيةُ، وهذا هو النومُ، وإمّا أن تقتربَ بعضُها من بعض فتمرَّ السيَّالةُ العصبيَّةُ الكهربائيةُ، لهذا فإنّ آلية النومِ مادةٌ كيميائيةٌ، أو مجموعةُ موادّ تُفرَزُ في بدءِ اليوم بنسبٍ ضئيلةٍ جدًا، وكلما مرّ الوقتُ ارتفعتْ هذه النِّسَبُ، حتى إذَا بلغتْ حدًّا معيَّنًا أرسلَ الجسمُ إلى الدماغِ تبليغًا عصبيًّا لاقترابِ حالةِ الإعياءِ، حيث يأمرُ الدماغُ مراكزَ النومِ بالعملِ، فتتباعَدُ النهاياتُ العصبيةُ بعضها عن بعضٍ فيحدثُ النومُ، هذا تدبيرُ مَن؟ تنظيمُ مَن؟ خَلْقُ مَن؟ إبداعُ مَن؟ كيف تكونُ حياتُنا بلا نومٍ، لو سهِرَ الإنسانُ ليلتين متتابعتين لاختلَّ كيانُه، ولَفَقَدَ توازنَه، فكيف لو حُرمَ النومَ، قال ﷾: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم باليل والنهار وابتغآؤكم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ .
1 / 61