موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

محمد راتب النابلسي ت. غير معلوم
57

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الناشر

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

رقم الإصدار

الثانية ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م.

مكان النشر

جادة ابن سينا.

تصانيف

وقال ﵊: "مَن أَلْبَسَهُ اللهُ نِعْمَةً فَلْيُكْثِرْ مِنَ الْحَمْدِ للهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللهَ، وَمَنْ أَبْطَأَ عَنْهُ رِزْقُهُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ". ويقولُ ابنُ عباسٍ ﵁ وهذا القولُ دقيقٌ جدًا - (ليسَ أحدٌ منّا إلا وهو يحزنُ ويفرحُ، ولكن مَن أصابَتْه مصيبةٌ جَعَلَها صبرًا، ومَن أصابَهُ خيرٌ جَعَلَه شكرًا) . ومِن أغربِ الإحصاءاتِ أنه ماتَ مِن رعايا بعضِ البلدانِ الغريبةِ في الحربِ العالميةِ الثانيةِ مليونانِ بسببِ الشدَّةِ النفسيةِ، وأمّا في ساحةِ المعركةِ فقد ماتَ ثلث مليونٍ، إذًا فالشدةُ النفسيةُ دونَ توحيدٍ، ودونَ إيمانٍ تفعلُ فعلًا خطيرًا في الإنسانِ، لذلك قال الله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كتاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ﴾ [الحديد: ٢٢] . فمَن عَرَفَ الدنيا لم يفرحْ لرخاءٍ، ولم يحزْن لشقاءٍ، قد جَعَلَها اللهُ دارَ بلوَى، وجَعَلَ الآخرةَ دارَ عُقبَى، فجعلَ بلاءَ الدنيا لعطاءِ الآخرةِ سببًا، وجَعَلَ عطاءَ الآخرةِ مِن بلوى الدنيا عوضًا، فيأخذُ ليعطِي، ويبتلِي ليجزيَ. اللون الأخضر وردَ في القرآنِ الكريمِ اللَّونُ الأخضرُ في آياتٍ عدّةٍ، قال ﷿: ﴿مُتَّكِئِينَ على رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٧٦-٧٧] . وفي آية أخرى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وحلوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: ٢١] . وفي آية ثالثة: ﴿أولائك لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأرآئك نِعْمَ الثواب وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: ٣١] .

1 / 56