موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الناشر
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
رقم الإصدار
الثانية ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م.
مكان النشر
جادة ابن سينا.
تصانيف
قال تعالى: ﴿والأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ﴾ [الحجر: ١٩] .
مِن آياتِ اللهِ الدالةِ على عظمتِه أنّ اللهَ ﷾ خَلَقَ كلَّ شيءٍ، وجعلَه موزونًا، لئلاّ يَطغَى شيءٌ على شيءٍ، فَمِن أغربِ ما وقعَ في قارة أسترالية أنّه زُرع نوعٌ من الصَّبّار، كسِياجٍ وِقائي، لكنّ هذا النباتَ مضى في سبيلِه حتى غطّى مساحةً تزيدُ على مساحةِ بريطانيا! وصار هذا النباتُ نباتًا وبائيًا، زاحمَ أهلَ المدنِ والقرى، وأتلفَ مزارعَهم، وحتى إنّه حالَ بينهم وبين زراعةِ أراضِيهم، إلى أنْ توصَّلَ العلماءُ إلى حشرةٍ لا تعيشُ إلا على الصَّبارِ، هذه الحشرةُ استطاعَتْ أن تضعَ حدًّا لانتشارِه، فكأن كلّ شيءٍ خلقه اللهُ تعالى فيه طبيعةُ النموّ العشوائيِّ، خَلَقَ له مضادًا يحولُ بينه وبين هذا النموِّ، وهذا هو التوازنُ.
ووَفْقَ هذه القاعدةِ هناك أشياءُ كثيرةٌ، فربّنا ﷾ جعلَ الغدّة النخاميّةَ تحثّ الغدّةَ الدرقيّةَ، لكنّ هرمونَ الغدّةِ الدرقيّةِ يثبّطُ الحاثَّةَ النخامية الخاصّةَ بالغدةِ الدرقيةِ، وبهذا يقومُ التوازنُ بين الغدّةِ النخاميّةِ، والغدّةِ الدرقيّةِ.
هناك جهازٌ لِضَبْطِ السوائلِ في الجسمِ، قد خَلَقَه اللهُ موزونًا.
هناك جهازٌ آخرُ لضَبطِ السكّر في الجسمِ، هناك جهازٌ ثالثٌ لِضَبطِ الأملاحِ في الجسم، فنِسَبُ الأملاحِ ثابتة، وكذا نِسَبُ السّكرِ، ونسبُ الماءِ، ونسبُ الهرموناتِ.
هناك فيتاميناتٌ دونَ أن تُؤخذَ يُصابُ الإنسانُ بأمراضٍ كثيرةٍ وبيلةٍ، سمّاها العلماءُ أمراضَ نقْصِ التغذيةِ، وكان بعضُ البحّارةِ يموتون في أثناءِ رحلتِهم الطويلةِ دونَ سببٍ، إلى أنْ عرفوا أنّ غذاءَهم تنقصُهُ الفيتاميناتُ.
1 / 35