موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الناشر
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
رقم الإصدار
الثانية ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م.
مكان النشر
جادة ابن سينا.
تصانيف
فَقالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهَِ ﷺ يَقُولُ: "إِذَا سَمْعِتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ"، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
قال الفقهاءُ: "إنّ استعمالَ الدواءِ المقطوعِ بفائدتِه بإخبارِ الأطباءِ لعلاجِ مرضٍ يقعِدُ المريضَ عن القيامِ بواجباتِه تجاهَ اللهِ وتجاهَ الناسِ، أو مرضٍ يؤدِي بحياتِه، أو بعضوٍ من أعضائِه واجبٌ دينيٌّ يرقى إلى مستوى الفرضِ".
وهنا محلُّ الإشارةِ إلى أنّ الطبَّ في الإسلامِ اختصاصٌ، وفي الحديث عَنْ عَمْرِو ابْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ - أي معرفة بالطب - فَهُوَ ضَامِنٌ".
لكلّ داء دواء يستطبّ به
ومِن دلائلِ نبوّةِ النبي ﷺ ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيْبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأ بِإِذْنِ اللهِ ﷿".
وفي هذا الحديثِ معانٍ عظيمةٌ، فقوله ﷺ: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ" يرفعُ روحَ المريضِ المعنويةَ، وحالتَه النفسيةَ التي تساعدُ كثيرًا على شفائِه من مرضِه، وفي هذا الحديثِ الشريفِ تشجيعٌ للعلماءِ والباحثين على الاجتهادِ والبحثِ عن دواءٍ لكلِّ داءٍ لم يُكتشَفْ له علاجٌ، وفي هذا الحديثِ الشريفِ تنبيهٌ إلى دقةِ التشخيصِ وصولًا لاختيارِ العلاجِ المناسبِ.
وقوله ﷺ: "فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ" فيه إشارةٌ إلى ضرورِ دقةِ التشخيصِ للمرضِ، وإشارةٌ إلى ضرورةِ حُسْنِ اختيارِ الدواءِ المناسبِ لهذا المرضِ، من حيث النوعُ والكمُّ، وتقصِّي أقلِّ الأعراضِ الجانبيةِ حدوثًا.
1 / 203