موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
(١) حكى غير واحد من العلماء الإجماع على وجوب صلاة الجمعة وأنها فرض على الأعيان الحاضرين المقيمين غير أصحاب الأعذار ومن نقل هذا الإجماع وحكاه ابن قدامة والنووي والماوردى وابن العربي وحكاه العربي عن ابن المنذر لكن ابن رشد حكى خلافًا ضعيفًا في هذه المسألة. فقال: أما وجوب صلاة الجمعة على الأعيان فهو الذي عليه الجمهور لكونها بدلًا من واجبٍ وهو الظهر ثمَّ قال ﵀: وذهب قوم إلى أنها من فروض الكفايات، وعن مالك رواية شاذة: أنها سنَّة. قال: والسبب في هذا الاختلاف تشبيهها بصلاة العيد لقوله ﵊: "إن هذا يوم جعله الله عيدًا". قلت: وهو حديث أخرجه مالك مرسلًا وأخرجه الطبري وغيره وحكى النووي عن بعض الأصحاب نقلًا عن القاضي أبي الطيب في تعليقه وكذلك ابن الصباغ صاحب الشامل أنها فرض كفاية وقال: وسبب غلطه أن الشافعي قال: من وجبت عليه الجمعة وجبت عليه صلاة العيدين. انظر مج ج ٤ ص ٣١١، الحاوي ج ٢ ص٤٠٠، مغ ج ٢ ص ١٤٢، بداية ج ١ ص ٢٠٧. وانظر كلام القرطبي في هذه المسألة فهو قريب مما ذكرناه. قرطبي ج ١٨ ص ١٠٥ قال ابن العربي: ولا يلتفت إلى ما يحكى في ذلك. لا سيما ما يُؤثر عن سحنون أنه قال: أن بعض الناس قال: يجوز أن يتخلف العروس عنها فإن العروس عندنا لا يجوز له أن يتخلف عن صلاة الجماعة لأجل العرس فكيف عن صلاة الجماعة. أحكام القرآن ج ٤ ص ١٨٠٣. (٢) هناك بحث في حكم وجوب الجمعة على المقيم غير المستوطن على اعتبار أن هناك فرقًا بين المستوطن وبين المقيم وهو المشهور في مذهب أحمد وسوف أوضح هذه المسألة في الشرح إن شاء الله تعالى. راجع مغ ج ٢ ص ١٩٥ على أن هناك فرقًا بين أحكام وجوب الجمعة وبين أحكام رخص السفر إذ لا تلازم بينهما.
1 / 221