154

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

الناشر

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

تصانيف

والأحاديث في هذا كثيرة وإنما المقصود التنبيه على صحة عقيدة السلف وبطلان عقائد المخالفين في قضية زيادة الإيمان ونقصه وأن تسمية السلف نقصانية تسمية خاطئة سببها الجهل. والسلف كلهم مطبقون على أن الإيمان يزيد وينقص ووردت عنهم روايات كثيرة تؤكد هذا، قال أبو هريرة ﵁: «الإيمان يزداد وينقص» (١). قال أبو الدرداء ﵁: «من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه» (٢) وكان عمر ﵁ يقول لأصحابه: «هلموا نزدد إيمانًا فيذكرون الله ﷿) (٣) إلى آخر النصوص المستفيضة عن السلف وعلى هذا فإن السلف أتوا بالكمال المطلوب حسب ما أفادته النصوص فكيف يكونون نقصانية؟ وما النقصانية إلا من نقص عن العمل بالنصوص الشرعية وسرق مدلولاتها الواضحات كالجهمية المشبهة ومن تبعهم، وعلى كل حال فلا عبرة بقول أهل البدع أن السلف نقصانية لأنهم يقولون بزيادة الإيمان ونقصانه فإنهم على الحق في هذا مستندين على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وإجماع سلف هذه الأمة كما ترى أخي القارئ الكريم.
ولولا أن المخالفين قد كابروا عقولهم وعاندوا ليتيقنوا من أنفسهم أن الإيمان يزيد وينقص كما يجده كل شخص من نفسه في مختلف الحالات فمن زعم أنه على حد سواء دائمًا في اتجاهه ورغبته ورهبته إلى الله فقد افترى على نفسه وأراد أن يغالطها فمن ذا الذي يكون على حالة واحدة طوال وقته ثم أليس كذلك أن من المسلمين به أن الناس يتفاوتون في إيمانهم وتصديقهم أيضًا حسب القرائن وما وقر في القلب من حب الله ﷿ وتصديق الأنبياء وهل يحق لأحد أن يزعم أن إيمانه وتصديقه مثل إيمان خير أصحاب محمد ﷺ مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أهل بيعة الرضوان وأهل معركة بدر والمؤمنون الذين اتبعوه في ساعة العسرة. إن من زعم ذلك فقد جانب الصواب.

(١) رواه عبد الله بن أحمد في «السنة» (١/ ٣١٤)، والآجري في «الشريعة» (١/ ١٠٨).
(٢) رواه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (٤/ ٣٠٧).
(٣) رواه الآجري في «الشريعة» (١/ ١٠٨).

1 / 153