موسوعة الأخلاق - الخراز
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
يتمسك به (١).
ولذا حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- واهتموا وتابعوهم اهتمامًا كبيرًا وتخلقوا بالأخلاق الحسنة مستندين في ذلك إلى ما جاء في كتاب الله ﷾ وسنة نبيه ﷺ، فهم قدوتنا وسلفنا الصالح في الأخلاق.
قال أستاذنا الدكتور عمر الأشقر -حفظه الله تعالى-: "أصحاب الرسول ﷺ هم الجيل المثالي رباهم الرسول ﷺ، وكانت توجيهات القرآن تلاحقهم، تعالج أمراض النفوس، وتزكي القلوب، وترقى بهم إلى القمم السامقة، قال ابن مسعود رضى الله عنه: "أولئك أصحاب محمد ﷺ، كانوا أفضل الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" أخرجه أبو عمر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٩٧/ ٢).
وقد استطاع الصحابة في الفترة التي تلت وفاة الرسول ﷺ أن يقيموا حياتهم في المجتمع الإسلامي وفق منهج الرسول ﷺ، .. وقد أمرنا الرسول باتباع سنة الخلفاء الراشدين، ففي الحديث، (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور .. " رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ومما يدل على فضل الصحابة أن الله شهد لهم، ورضي عنهم، وأثنى
_________
(١) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ١٤٢).
1 / 31