موسوعة الأخلاق - الخراز
الناشر
مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
والتدبر والخشوع والتفكر والتعقل لمعانيه، كلمةً كلمةً وحرفًا حرفًا، ثم العمل بمقتضى القرآن، فذلك هو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرحُ الصدور، وتستنيرُ القلوب، وتخشع وتتعظ.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه، والعمل به" (١).
ومن بلاغات الإمام مالك أَنَّهُ بَلَغَهُ أن عبد اللهِ بنَ عُمَرَ، مَكثَ على سُورةِ البَقرةِ، ثمانِيَ سِنينَ يَتَعَلمُها (٢).
وعن يحيى بن سعيدٍ أَنَّهُ قال: كنتُ أَنَا ومحمدُ بنُ يحيى بن حَبانَ، جالسينِ، فدعا مُحَمد رجلًا، فقال: أَخبِرنِي بِالذِي سمعتَ من أَبِيكَ. فقال الرجُلُ: أَخبرني أَبي أَنَّهُ أَتَى زَيدَ بنَ ثابتٍ، فقال لَهُ: كَيفَ تَرَى فِي قِرَاءَةِ القُرآنِ فِي سَبعِ؟ فقال زيد: حَسَن. وَلأن أَقرَأَهُ فِي نِصفٍ، أَو عَشرِ، أَحَب إِليَّ. وسلني، لِمَ ذَاكَ؟ قال: فَإِني أَسألُكَ. قال زَيد: لِكَي أَتَدَبرهَ وَأَقِفَ عَلَيهِ (٣).
قلت: والعاقل من يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ، فيعرف كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، والوعد والوعيد، ويتعرف على صفات الله سبحانه وأسماءه، وأفعاله، وما يحب وما يبغض، والطرق الموصلة إليه، وكل أمر يقطع عليه الطريق إلى الله سبحانه، وعواقب الأمور، فإن كان مما
(١) "مجموع الفتاوى" (٢٣/ ٥٥).
(٢) "موطأ مالك" كتاب القرآن، باب: ما جاء في القرآن (١/ ٢٠٥).
(٣) "موطأ مالك" كتاب القرآن، باب: ما جاء في تحزيب القرآن (١/ ٢٠١).
1 / 175