موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

ياسر عبد الرحمن ت. غير معلوم
71

موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق

الناشر

مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

وسورة، وسلم عن يمينه وذهب يسلم عن يساره فقُبض ﵁. تأكد أخي الحببب أنه لم يرزق حسن الخاتمة إلا بسبب أنه استقام على طاعة الله في حياته. وفاة الشافعي عن المزني قال: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلًا، ولإخواني مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا ولسوء أعمالي ملاقيًا وعلى الله تعالى واردًا، فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى وأنشأ قائلًا: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما وما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما أهلا بالزوار عن الشعبي قال: أصاب سلمان الفارسي ﵁ صرة مسك يوم فتح جلولاء فاستودعها امرأته، فلما حضرته الوفاة قال: هاتي المسك، فمرسها في ماء، ثم قال: انضحيها حولي، فإنه يأتيني زوار الآن ليس بإنس ولا جان، ففعلت، فلم يمكث بعد ذلك إلا قليلًا حتى قُبض. عن زياد، مودى ابن عياش، قال: حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال: لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم في الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، ثم مات. جزاء عدم الاستقامة ها هو رجل كان له عبد يعمل في مزرعته، فيقول هذا السيد لهذا العبد: ازرع هذه القطعة برًا، وذهب وتركه، وكان هذا العبد لبيبًا عاقلًا، فما كان منه إلا أن زرع شعيرًا ولم

1 / 71