جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة
الناشر
المكتبة العلمية بيروت
مكان النشر
لبنان
تصانيف
ثقيفًا، وعير الظرب بتزويجه قسيًّا، وقيل زوجت عبدًا؛ فسار إلى الكهان يسألهم، فانتهى إلى شق بن مصعب البجلي، وكان أقربهم منه؛ فلما انتهى إليه قال: إنا قد جئناك في أمر فما هو؟ قال: "جئتم في قَسِيٍّ، وقَسِيٌّ عبد إياد، أبق١ ليلة الواد، في وج٢ ذات الأنداد، فوالى سعدًا ليغاد، ثم لوى بغير معاد" يعني سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، ثم توجه إلى سطيح الذئبي حي من غسان، ويقال إنهم حي من قضاعة نزول في غسان. فقالوا: إنا جئناك في أمر فما هو؟ قال: "جئتم في قسي، وقسي من ولد ثمود القديم، ولدته أمه بصحراء تريم٣؛ فالتقطه إياد وهو عديم، فاستبعده وهو مليم٤". فرجع الظرب وهو لا يدري ما يصنع في أمره. وقد وكد عليه في الحلف والتزويج، وكانوا على كفرهم يوفون بالقول؛ فلهذا يقول من قال إن ثقيفًا من ثمود؛ لأن إيادًا من ثمود". "الأغاني ٤: ٧٥".
١ هرب. ٢ وج: اسم واد بالطائف. ٣ رام يريم ريمًا: تباعد. ٤ ألام فهو مليم: أتى ما يلام عليه.
تنافر عبد المطلب بن هاشم والثقفيين إلى عزى سلمة الكاهن
...
٦٣- تنافر عبد المطلب بن هاشم والتقفيين إلى عزى سلمة الكاهن:
كان لعبد المطلب بن هاشم مال بالطائف يقال له: ذو الهرم١؛ فغلبه عليه خندف بن الحارث الثقفي، فنافرهم عبد المطلب إلى عزى سلمة الكاهن -أو إلى نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب٢- فخرج عبد المطلب مع ابنه الحارث، وليس له يومئذ غيره، وخرج الثقفيون مع صاحبهم، وحرب بن أمية معهم على عبد المطلب؛ فنفد ماء عبد المطلب فطلب إليهم أن يسقوه؛ فأبوا، فبلغ العطش منه كل مبلغ، وأشرف
١ ضبطه في القاموس المحيط بفتح فسكون، والصحيح أنه بالتحريك كما يدل على ذلك الأسجاع الآتية. ٢ وعبارة معجم ياقوت: "فنافرهم عبد المطلب إلى الكاهن القضاعي وهو سلمة بن أبي حية فخرجوا إليه إلى الشأم".
1 / 98