جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

أحمد زكي صفوت ت. 1395 هجري
100

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

الناشر

المكتبة العلمية بيروت

مكان النشر

لبنان

تصانيف

خطب الكواهن: ٦٦- الشعثاء الكاهنة تصف سبعة إخوة: كانت عثمة بنت مطرود البجلية ذات عقل ورأي مستمع في قومها، وكانت لها أخت يقال لها خود، وكانت ذات جمال وميسم١ وعقل؛ فخطب سبعة إخوة غلمة من بطن الأزد خودًا إلى أبيها، فأتوه وعليهم الحلل اليمانية، وتحتهم النجائب الفره٢؛ فقالوا: نحن بنو مالك بن غفيلة ذي النحيين، فقال لهم: انزلوا على الماء، فنزلوا ليلتهم، ثم أصبحوا غادين في الحلل والهيئة، ومعهم ربيبة٣ لهم يقال لها الشعثاء: كاهنة، فمروا بوصيدها٤ يتعرضون لها، وكلهم وسيم جميل، وخرج أبوها، فجلسوا إليه، فرحب بهم، فقالوا: بلغنا أن لك بنتًا، ونحن كما ترى شباب، وكلنا يمنع الجانب، ويمنح الراغب، فقال أبوها: كلكم خيار، فأقيموا نرى رأينا، ثم دخل على ابنته، فقال: ما ترين، فقد أتاك هؤلاء القوم؟ فقالت: "أنكحني على قدري، ولا تشطط في مهري، فإن تخطئني أحلامهم، لا تخطئني أجسامهم، لعلي أصيب ولدًا، وأكثر عددًا" فخرج أبوها، فقال: أخبروني عن أفضلكم. قالت ربيبتهم الشعثاء الكاهنة: "اسمع أخبرك عنهم: هم إخوة، وكلهم أسوة٥.

١ الميسم والوسامة: أثر الحسن. ٢ النجائب جمع نجيب: وهو البعير والفرس إذا كانا كريمين عتيقين، والفره: "كقفل وركع وكتب" جمع فاره، وهو من الدواب الجيد السير النشيط الخفيف. ٣ الربيبة: الحاضنة. ٤ الوصيد: الفناء "بالكسر" والعتبة. ٥ الأسوة: القدوة.

1 / 103