حللت بأكناف الجزيرة عابرًا ... فأنضرت واديها وكنت لها سما
دعوا بك واستسقوا فلبى دعاءهم ... من الأفق هتان من المزن قد هما
رجعت وقد داويت بالجود فقرهم ... وكنت لهم في موسم الحج موسما
وجدت وجادت ربة الطهر والتقى ... على العام حتى أخصب العام منكما
فلم تبقيا فوق الجزيرة بائسًا ... ولم تتركا في ساحة البيت معدما
وإذا كان الفرزدق قد أجاد وأبدع فيم دح أجداد ممدوحه فإن حافظًا لم يقصر عنه في هذا الباب أيضًا حيث قال:
سليل ملوك يشهد الله أنهم ... أقاموا عمود الدين لما تهدما
لئن بات المجد المؤثل مغرما ... لقد كان (إبراهيم) بالمجد مغرما
وإن نام حب المكرمات فؤاده ... لقد كان (إسماعيل) فيها متيما
وإن سكنت تقوى المهيمن قلبه ... فقد كان منها قلب (توفيق) مفعما
وإن بات ناهضًا بمصر إلى الذرى ... فمن جده الأعلى (علي) تعلما
الأمراء والشعراء
أمس واليوم
كان الأمراء قدمًا يدعون أن كرهم علم الشعراء الشعر. وكان الشعراء يجيبون بان شعرهم علم الأمراء الكرم. ولقد يكون الفريقان صادقين فيما يقولان.
1 / 21