84

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

الناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ/١٩٩٩م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

والشيطان –كفانا الله وإخواننا المسلمين شر ذلك كله والهوى والشيطان-"١.
فالشيخ ﵀ اعتنى بهذا التوحيد، شأنه شأن العلماء المحققين السائرين على منهج السلف الصالح الذين فهموا دعوة الرسل وحقيقة التوحيد، وأنها إفراد الله بكل أنواع العبادة، والكفر بكل ما يعبد من دون الله، والتمييز بين حقوق الله الخاصة به سبحانه، وبين حقوق خلقه.
وللتدليل على أن الشيخ ﵀ لم يخرج عن منهاج السلف، بل اقتفى أثرهم في الاعتناء بهذا النوع من أنواع التوحيد أذكر تعريفًا واحدًا من تعاريف السلف لهذا التوحيد؛ يقول الإمام ابن تيمية٢-﵀: "فإنّ حقيقة التوحيد: أن نعبد الله وحده، فلا يدعى إلا هو، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتقى إلا هو، ولايتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلا له، لا لأحد من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أربابًا، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم" ٣.
ويلاحظ التوافق بين هذا التعريف، وتعريف الشيخ ﵀، بل السلف كلهم على هذا التعريف.
ولم يقتصر اعتناء الشيخ ﵀ بهذا النوع من أنواع التوحيد على مجرد ذكره وتبيين أهميته في كتبه، بل نراه لا يدع مناسبة إلا ويحرص على التدليل على أهميته، وتبيين أنه أصل الدين وأساسه؛ يقول في محاضرة ألقاها في المسجد النبوي متحدثًا عن هذا النوع العظيم من أنواع التوحيد: "توحيده جلّ وعلا في عبادته هو الذي فيه جميع المعارك بين الرسل والأمم،

١ منهج التشريع الإسلامي ص١١.
٢ تقدمت ترجمته.
٣ منهاج السنة النبوية ٣/٤٩٠.

1 / 109