جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف
الناشر
مكتبة العبيكان،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ/١٩٩٩م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وعلا- كثيرة؛ كقوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ ١وقوله: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ ٢، وقوله: ﴿قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ إلى قوله: ﴿فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ ٣إلى غير ذلك من الآيات، ولذا قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ٤. والآيات المذكورة صريحة في أن الاعتراف بربوبيته جل وعلا، لايكفي في الدخول في دين الإسلام إلا بتحقيق معنى "لا إله إلا الله" نفيًا وإثباتًا٥.
ثم يؤكد ﵀ أن الآيات الدالة على توحيد الربوبية إنما هي إلزام للمشركين أن يوحدوه في العبادة، وأن لايصرفوا شيئًا منها لغيره؛ حيث يقول ﵀: ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جل وعلا على وجوب توحيده في عبادته، ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير، فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده، ووبخهم منكرًا عليهم شركهم به غيره، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده؛ لأن من اعتراف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده٦.
ثم استدل ﵀ بآيات كثيرة على إقرار الكفار بربوبية الله ﷾، وتوبيخ الله لهم بعد إقرارهم على شركهم في الألوهية؛ فقال ﵀: "ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ﴾ إلى قوله ﴿فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾، فلما
١ سورة الزخرف، الآية [٨٧] .
٢ سورة الزخرف، الآية [٩] .
٣ سورة المؤمنون، الآيات [٨٤-٨٩] .
٤ سورة يوسف، الآية [١٠٦] .
٥ أضواء البيان ٢/٤٨١، ٤٨٢. وانظر: المصدر نفسه ٣/٧٤، ٧٥، ٤١٠، والمعين والزاد ص٦٥.
٦ أضواء البيان ٣/٤١١. وانظر: المصدر نفسه ٥/٨١٣، ٦/٦٢٠.
1 / 101