156

جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف

الناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ/١٩٩٩م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ١، والآيات بمثل ذلك كثيرة" ٢.
ثم لما ساق ﵀ الأدلة على أن لا حكم إلا لله ﷾، ذكر الأدلة على أنّ صرف هذا الحقّ الخالص لله لغيره كفر به جلّ وعلا، فقال: "وأما الآيات الدالة على أنّ اتباع تشريع غير الله المذكور كفر: فهي كثيرة جدًا؛ كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ ٣، وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ ٤، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ ٥، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدًا٦.
وقد أطال ﵀ في تقرير هذا المعنى في مواضع كثيرة من تفسيره، وذلك لأهميته، وكثرة من خرج عن منهج الله فحكم بغير ما أنزل الله في هذا العصر.
وقد أكد ﵀ أنّ من حكم بغير ما أنزل الله فقد أشرك مع الله غيره، وخرج عن دائرة الإسلام؛ قال ﵀: "إنّ كل من اتبع تشريعًا غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح مخرج عن الملة الإسلامية....والعجب ممن يحكّم غير تشريع الله، ثم يدعي الإسلام؛ كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾ ٧، وقال: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا

١ سورة القصص، الآية [٧٠] .
٢ أضواء البيان ٧/١٦٢-١٦٣.
٣ سورة النحل، الآية [١٠٠] .
٤ سورة الأنعام، الآية [١٢١] .
٥ سورة يس، الآية [٦٠] .
٦ أضواء البيان ٧/١٦٣.
٧ سورة النساء، الآية [٦٠] .

1 / 181