جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف
الناشر
مكتبة العبيكان،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ/١٩٩٩م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
جل وعلا، أن ينظر فيه لينبه بذلك على وجوب المبادرة في امتثال أمر الله جل وعلا في قوله: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ﴾ ١ ٢.
ويوضح لنا ﵀ في مكان آخر الحكمة من النظر في هذه الآيات الكونية التي أمر الله ﷾ بالنظر إليها، وأن مراد الله من النظر في تلك الآيات هو الاستدلال على أنه سبحانه المستحق للعبادة، وأن له الكبرياء والعظمة، وأن ما جاء به رسول الله ﷺ حق:
يقول ﵀ مبينًا هذا الجانب عند تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾ ٣: "ذكر جل علا في هذه الآية الكريمة أنه جل وعلا هو الذي يري خلقه آياته؛ أي الكونية القدرية، ليجعلها علامات لهم على ربوبيته واستحقاقه العبادة وحده
فبين أنه يريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، وأن مراده بذلك البيان أن يتبين لهم أن ماجاء به محمد ﷺ حق؛ كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ﴾ ٤.
والآفاق: جمع أفق؛ وهو الناحية. والله جل وعلا قد بين من غرائب صنعه، وعجائب مخلوقاته في نواحي سماواته وأرضه مايتبين به لكل عاقل أنه هو الرب المعبود وحده" ٥.
وبذلك يبين الشيخ ﵀ أن النظر وسيلة إلى عبادة الله، وليس غاية يقف عنده المتأمل وقفة حيرة وغفلة، وإنما نظرة تفكر واتعاظ تأخذ بصاحبها
١ سورة الأعراف، الآية [١٨٥] .
٢ أضواء البيان ٢/٤٣٩.
٣ سورة غافر، الآية [١٣] .
٤ سورة فصلت، الآية [٥٣] .
٥ أضواء البيان ٧/٧٤-٧٥.
1 / 132