السبق التربوي مفهومه ومنهجه ومعالمه في ضوء النهج الإسلامي
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
ومن جهة أخرى فإن المنهج الإسلامي لا يأمر بشيء إلا والفطرة الإنسانية السليمة والعقل الصحيح يقبله ويرضاه، ولا ينهى الإسلام عن أمر إلا والفطرة المستقيمة والعقل اللبيب يستقبحه ولا يرضاه، وهذه المواءمة بين التشريع والفطرة والعقل تخلق انسجامًا تربويًا ونفسيًا لدى معتنقي الإسلام.
٧- التغيير والواقع:
تواجه التربية المعاصرة مشكلة وتناقصًا في القيام بوظيفتين متناقضتين:
الأولى: العمل على تحطيم الواقع الذي لا يتناسب مع حاجات المرحلة ومتطلباتها.
والثانية: العمل على استشعار الاستقرار والرضى بالواقع القائم الذي يقصر من مقاصد التربية١.
فهذه أزمة تواجه المنهج التربوي، بين قبول الواقع الذي لا يتلاءم مع الفطرة وتكذيب النفس وإخداعها باستشعار الرضي الكاذب وبين أهمية التغير وإصلاح البنية التعليمية بما يزيح الأزمة التربوية.
فهذه الأزمة التناقضية لا تجدها في التربية الإسلامية وفي مناهجها؛ لأن الأسس الإسلامية ثابتة لا تتغير مثل: القواعد الكلية والمبادئ العامة والأحكام الجزئية التي ورد فيها نص فإنها لا تتغير ولا تتبدل، بينما تظهر المرونة في القدرة على وضع الحلول التي تطرأ في حياة الناس، وذلك بتوجيه العلماء للنظر والاجتهاد في المسائل والحوادث الجزئية التي تستجد وفق ضوابط شرعية٢.
ومن جانب آخر جعل للتغيير إطارًا عامًا لا يجوز الخروج عنه أو عليه، بأن لا يكون متعارضًا مع أصول الشريعة أو يلحق ضررًا بأطراف التغيير، وأن
_________
١ ماجد عرسان الكيلاني، اتجاهات معاصرة في التربية الأخلاقية، ص (١٢٠) .
٢ حسين مطاوع، مصادر النظم الإسلامية، ص (١٢٧) .
1 / 485