المعْلَمْ العاشر: الاهتداء بالكتاب والسنة
فلا خير في العلم إذا لم يُصحب بالاهتداء (١) [٦٣]) بالكتاب والسنة، إنهما أساس العلوم ومنبعهما؛ وقد تكفل الله لمن اتبعهما بألا يضلّ أبدًا ولا يشقى، تكفل الله لمن تمسك بوحيه بالسعادة وحسن الغاية وعظيم الرضا «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ...» [الإسراء:٩] الآية.
من اهتدى بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، سار على الصراط المستقيم، والمنهج القويم، وعصمه الله من الفتن، وحفظه من المحن، وجعل في قلبه طمأنينةً، وفي صدره انشراحًا. «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» [الأنعام:١٥٣] .
فالناس تضلّ وهو يهتدي، والناس تنحرف وهو يسير على المنهج «كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ» [الفرقان:٣٢]، حتى يلقى الله ﷻ ... يلقاه بكتابه المبين، فإذا بالقرآن أمامه شفيعًا له بين يدي الله ﷾، فإن القرآن حجّاجٌ (٢) [٦٤]) لصاحبه بين يدي الله تعالى، حتى ينتهي به إلى الجنة.
فاتباع القرآن والسنة هو الاهتداء الحقيقي. «وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» [الأعراف:١٥٨] .
فالعبد الذي يريد أن يبارك له في علمه، يعضّ بنواجذه على الكتاب والسنة، واتباع هذه الشريعة والملة.
فإذا تشعبت الآراء، وتباينت الأهواء، وكثرت المحن، وادلهمّت الفتن، وجد وحي الله منيرًا مشرقًا، ليست به ضلالة ولا غواية.
(١) ٦٣]) من مقدمة شرح سنن الترمذي. (٢) ٦٤]) روى الإمام ابن حبان وغيره عن جابر ﵁ أن النبي ﷺ قال: (القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم (٤٤٤٣) .
1 / 69