فتعلم أن هذا إمام مجتهد، وأن هذه المسألة الفرعية من مسائل الفقه إذا أخطأ فيها وجه الصواب أن له الأجر عند الله ﷿، وأنه لا ينبغي أن تُثرّب عليه، وقد قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمة الله عليه- في كتابه النفيس: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وقرره الأئمة –رحمة الله عليهم- أنه لا ينبغي أخذ الأخطاء المعيّنة والتشهير بالأئمة فيها، ولكن لا يمنع هذا أن نبين الأخطاء، وأن نبين أن هذه المسألة أخطأ فيها الإمام فلان، أو هذا أو ذاك.. ولكن لا تعتبر هذا الخطأ الفرعي سببًا في غمط هذا العالم حقه، فإن ذلك ليس من الإنصاف في شيء، فتجد مثلًا لو كان هذا الإمام إمامًا من أئمة الجرح والتعديل أخطأ في هذا الراوي فحسّن روايته، وأنت ترى الراوي مجروحًا، وأنه لا يقبل التحسين، فلماذا يقال: إن فلانًا ليس من التحسين والتصحيح في شيء.. وهذا من أوهامه، وهذا من زلاته، ولا تغترّ به..! ولا كذا وكذا، من الكلمات الجارحة، التي تربي في طلبة العلم الاستهانة بالعلماء والاحتقار لهم، فلا ينبغي هذا، بل المُنبغي أن ننبه على الأخطاء، وننبه على فضل الأئمة، وعلوّ شأنهم، وعلوّ قدرهم عند الله ﷿، وعند عباده الصالحين.
1 / 24