إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
المبحث الثاني
العلاقة الحَسَنَة بين عَائِشَة وفاطمة ﵄
إِنَّ علاقة عَائِشَة بفاطمة ﵄ هي علاقة ود وحب ووئام واحترام وتقدير، ولم يَثْبت في الأحاديث الصحيحة أن واحدة منهما قد حملت شيئًا من البغض أو الكراهية تجاه الأخرى، بل أجمع أصحاب السير ورواة الأحاديث على أن الصلة بين عَائِشَة وفاطمة ﵄ كانت على أحسن ألفة، وأكمل مودة، كأسمى ما يكون من العلاقات بين الأحباء، وقد ورد في أخبار التاريخ ما يؤكد ارتباط نسيج المحبة بينهما.
وهناك آثار كثيرة تُبيّن العلاقة الحسنة بين عائشة وفاطمة ﵄، ومن ذلك:
ما رواه عمرو بن دينار (١) قال: قالت عَائِشَة ﵂: «مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا»، وفي رواية: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصَدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا» (٢).
(١) هو: عمرو بن دينار، أبو محمد الجمحي مولاهم، المكي، الأثرم، أحد الأعلام التابعين، وشيخ الحرم في زمانه، مات سنة (١٢٦هـ). ينظر: الطبقات الكبرى ٥/ ٤٧٩، وجامع التحصيل ص (٢٤٣)، وسير أعلام النبلاء ٥/ ٣٠٧. (٢) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٣/ ١٣٧، رقم (٢٧٢١)، وأبو يعلى في مسنده ٨/ ١٥٣، رقم (٤٧٠٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٢/ ٤١، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢٠١: "رواه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، إلا أنها قالت: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة. ورجالهما رجال الصحيح".
1 / 103