إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
تدل على محبة النَّبِيّ صلى الله عيه وسلم لعَائِشَة ﵂ كثيرة، قد سبق ذكر بعضها في المبحث الرابع: «مكانتها عند النَّبِيّ ﷺ وحبه لها».
ثالثًا: أنَّ أباها كان أحبُّ الرجال إلي النَّبِيّ ﷺ، وأعزهم عليه، ويدل لذلك حديث عمرو بن العاص السابق، وكان أبوها أيضًا أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ، فعن ابن عمر ﵄، قال: «كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيّ ﷺ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ﵃» (١)، وفي رواية: «كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَيٌّ: "أَفْضَلُ أُمَّةِ النَّبِيّ ﷺ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ﵃ أَجْمَعِينَ"» (٢).
وقد أجمع الصحابة ﵃ ومن جاء بعدهم من أهل السنة والجماعة على أن أفضل الصحابة والناس بعد النَّبِيّ ﷺ، أبو بكر (٣)، قال الشافعي ﵀: "أجمع الصحابة وأتباعهم على أفضلية أبي بكر، ثم عمر ... " (٤).
وقد نقل الإجماع على أن أفضل الناس بعد النَّبِيّ هو أبو بكر الصديق جماعة
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب فضل أبي بكر بعد النَّبِيّ ﷺ ٥/ ٤، رقم (٣٦٥٥). (٢) أخرج هذه الرواية أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في التفضيل ٤/ ٢٠٦، رقم (٤٦٢٨)، والترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب ﵁ ... ٥/ ٦٢٩، رقم (٣٧٠٧)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث عبيد الله بن عمر، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن ابن عمر"، وصحح هذه الرواية الألباني في مشكاة المصابيح ٣/ ١٦٩٨ رقم (٦٠٢٥). (٣) ينظر: لوامع الأنوار البهية للسفاريني ٢/ ٣١٢، وأصول الدين للغزنوي ص (٣٠٤)، والفرق بين الفرق ص/٣٥٩، وتاريخ الخلفاء ص (٣٨). (٤) الاعتقاد للبيهقي ص (٣٦٩).
1 / 88