إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
قضت (١)، فقالت: «يَرْحَمُهَا اللهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلا أَبُوهَا» (٢)، وفي رواية: «أَذْهَبَ عَنْكِ يَا عَائِشَةُ، فَمَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ نَسَمَةٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْكِ، - ثُمَّ قَالَتْ -: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، غَيْرَ أَبِيهَا» (٣).
وقال مسروق (٤) ﵀: "لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أُمّ المؤمنين" (٥).
وقد صلى عليها أبو هريرة ﵁ وسط مقابر البقيع وكان يومئذٍ خليفة مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذٍ من جهة معاوية؛ لأنه حج فاستخلف
_________
(١) أي: قضت أجلها، ومنه قوله تعالى: ﴿؟؟؟؟﴾ [الأحزاب:٢٣] أي: قضى أجله، وقضي في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه والانفصال منه. ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤/ ٢٢٢، وتفسير الراغب الأصفهاني ١/ ٣٠٢، ومشارق الأنوار ٢/ ١٨٩، ولسان العرب ٧/ ٢٢٣.
(٢) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ٣/ ١٨٥، رقم (١٧١٨)، ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢/ ٤٤، والحديث في سنده زمعة بن صالح، روى له مسلم في المتابعات، وهو ضعيف. ينظر: الكاشف ١/ ٤٠٦، وتقريب التهذيب ص (٢١٧). وقال الألباني عن هذا الحديث في السلسلة الضعيفة ٣/ ٢٥٥: "وهذا الإسناد لا بأس به في الشواهد".
(٣) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٥٧٨، رقم (١٢٣٤)، والحديث في سنده يعقوب بن حميد، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب ص (٦٠٧): "صدوق ربما وهم".
(٤) هو: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عَائِشَة: تابعي ثقة، من أهل اليمن. قدم المدينة في أيام أبى بكر. وسكن الكوفة. وشهد حروب على. وكان عالمًا بالفتيا، مات سنة (٦٢هـ).
ينظر في ترجمته: المنتظم ٦/ ١٩، وتاريخ ابن أبي خيثمة ٣/ ١١٠، وتاريخ بغداد ١٥/ ٣١١، وسير أعلام النبلاء ٥/ ٢٤.
(٥) الطبقات الكبرى ٨/ ٦٢، وتاريخ ابن أبي خيثمة ٣/ ١٣٠، وتاريخ الإسلام ٤/ ٢٥٠.
1 / 46