إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
المبحث الثالث
زواجها من النَّبِيّ ﷺ
تزوج النَّبِيّ ﷺ عَائِشَة ﵂ قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا في شهر شوّال، وهي ابنة ست سنوات، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعنها ﵂ قالت: «تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِسِتِّ سِنِينَ، وَبَنَي بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ» (١).
وقد رأى النَّبِيّ ﷺ عَائِشَة ﵂ في المنام قبل زواجه بها، ففي الحديث عنها ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ (٢)، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ، فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» (٣).
ثم بعد هذه الرؤيا المباركة جاءت مرحلة الخطوبة، ولقد ذكرت عَائِشَة ﵂ قصة خِطبة النَّبِيّ ﷺ لها بتفاصيلها الدقيقة؛ وذلك لأنها تمثل عندها ذكريات طيبة
_________
(١) أخرجه البخاري، في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب تزويج النَّبِيّ ﷺ عَائِشَة وقدومها المدينة وبنائه بها، ٥/ ٥٥، رقم (٣٨٩٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة ٢/ ١٠٣٨، رقم (١٤٢٢).
(٢) أي: في قطعة من جَيِّد الحرير، وجمعها سَرَقٌ. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٣٦٢، ولسان العرب ١٠/ ١٥٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب تزويج النَّبِيّ ﷺ عَائِشَة وقدومها المدينة وبنائه بها، ٥/ ٥٦، رقم (٣٨٩٥)، وفي الموضع السابق، باب النظر إلى المرأة قبل التزويج ٧/ ١٤، رقم (٥١٢٥)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها، ٤/ ١٨٨٩، رقم (٢٤٣٨).
1 / 25