إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
المطلب الثالث
قولهم: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانتْ تُبْغِضُ عليًا ﵄
استدل الرَّافِضَة على بغض عَائِشَة لعلي بما جاء عن عَائِشَة ﵂ قالت: «مَرِضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ ﷺ مُعْتَمِدًا عَلَى الْعَبَّاسِ، وَعَلَى رَجُلٍ آخَرَ، وَرِجْلاهُ تَخُطَّانِ فِي الأرْضِ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَدْرِي مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَلَكِنَّ عَائِشَة لا تَطِيبُ له نَفْسًا» (١).
قال الرَّافِضَة: وكانت لا تحب عليًا ولا ترضى له خيرًا ولا تذكر اسمه على لسانها (٢).
والرواية المشهورة والتي ليس فيها هذا الكلام جاءت عن عَائِشَة ﵂ قالت: «لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاهُ فِي الأرْضِ، بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَة: فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: "هَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَة؟ " قَالَ: قُلْتُ: لا.
(١) أخرجه أحمد في مسنده ٤٠/ ٦٧، ٦٨، رقم (٢٤٠٦١)، وأصله في الصحيحين، قال الألباني في الإرواء ١/ ١٧٨: "سنده صحيح"، وقال محققو المسند ٤٠/ ٦٩ (طبعة الرسالة): "إسناده صحيح على شرط الشيخين". (٢) ينظر: هذه الشُّبْهَة في كتب الشيعة الآتية: معالم المدرستين لمرتضى العسكري ص (٢٣٢)، والغدير للأميني ص (٣٢٤)، وفاسألوا أهل الذكر لمحمد التيجاني السماوي ص (٣٢٣)، وخلاصة المواجهة لأحمد حسين يعقوب ص (١١١)، ودفاع من وحي الشريعة لحسين الرجا ص (٣٢٧).
1 / 162