إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
المطلب الثاني
قول الرَّافِضَة: إنّ عَائِشَة خرجتْ لقتالِ عليّ ﵄
يقول الرَّافِضَة: إِنَّ عَائِشَة ﵂ خرجت لتقاتل عليًا ﵁ ظلمًا وعدوانًا، واستدلوا على ذلك بحديث نسبوه إلى النَّبِيّ ﷺ: «تُقَاتِلِينَ عَلِيًّا وَأَنْتِ ظَالِمَةٌ لَهُ».
واستدلوا برواية أخرى ذكرها المجلسي في 'بحار الأنوار' عن الصادق ﵇ عن آبائه ﵈ في خبر الطير: "أنه جاء علي ﵇ مرتين فردته عَائِشَة ﵂ فلما دخل في الثالثة وأخبر النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله - به قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله: أبيت إلا أن يكون الأمر هكذا يا حميراء ما حملك على هذا؟ قالت: يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي أن يأكل من الطير. فقال لها: ما هو أول ضغن (١) بينك وبين علي وقد وقفت على ما في قلبك لعلك إنشاء الله تعالى لتقاتلينه!! فقالت: يا رسول الله، وتكون النساء يقاتلن الرجال؟ فقال لها: يا عَائِشَة، إنك لتقاتلين عليًا ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي وأصحابي فيحملونك عليه وليكونن في قتالك أمر يتحدَّث به الأولون والآخرون ... " (٢).
الرد على هذه الشُّبْهَة:
أولًا: هذه الروايات باطلة مكذوبة ومن وضع الرَّافِضَة، فكلّ هذه الأخبار التي
(١) الضِّغْنُ: الحِقد والكراهية. ينظر: الصحاح ٦/ ٢١٥٤، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٩١، ولسان العرب ١٣/ ٢٥٥. (٢) ينظر: هذه الشُّبْهَة في: بحار الأنوار ٣٢/ ٩٣، والاحتجاج للطبرسي ١/ ٢٩٣، ومدينة المعاجز لهاشم البحراني ١/ ٣٩١.
1 / 158