إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
وكانت له في عصر النبوة مواقف كبيرة، فشهد الحروب، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال، بل ودخل مع النبي ﷺ الغار، كما في قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ (١)، وقد ووردت في فضل أبي بكر ﵁ أحاديث كثيرة، منها قوله ﷺ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا غَيْرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ» (٢).
بُويع ﵁ بالخلافة بعد وفاة النبي ﷺ، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف شهر، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة للهجرة، وعمره ثلاثٌ وستون سنة (٣).
وأمُّ عائشة: أمُّ رُوْمان، - قيل: اسمها زينب، وقيل: دعد - بنتُ عامرِ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ عبدِ شمس ابن عَتَّابِ بن أُذَيْنَةَ بن سُبَيْعِ بن دُهْمَانَ بن حارث بن غَنْمِ بن مالك بن كِنَانَةَ (٤)، وقد تزوجها أبو بكر الصديق ﵁ في الجاهلية بعد أن توفى زوجها عبد الله بن الحارث الأَزْدِيّ، وقد أسلمت أم رومان في مكة، وكانت من أوائل المسلمات، وبايعت النَّبِيّ ﷺ، وهاجرت مع أهل النَّبِيّ ﷺ، وآل أبي بكر ﵁ (٥).
"ويلتقي نسب عَائِشَة ﵂ مع النَّبِيّ ﷺ من جهة الأب في الجد السابع
_________
(١) سورة التوبة، الآية:٤٠.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قول النبي ﷺ: "سدوا الأبواب، إلا باب أبي بكر" ٥/ ٤ رقم (٣٦٥٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب من فضائل أبي بكر الصديق ﵁ ٤/ ١٨٥٤، رقم (٢٣٨٢) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁.
(٣) ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى ٣/ ١٢٥، والتاريخ الكبير ٥/ ١، والاستيعاب في معرفة الأصحاب ٤/ ١٦١٤.
(٤) ينظر: الطبقات الكبرى ٨/ ٢١٦، وتاريخ الطبري ٣/ ٤٢٦، والاستيعاب ٤/ ١٩٣٥، وأسد الغابة ٧/ ٣٢٠.
(٥) ينظر: الطبقات الكبرى ٨/ ٢١٦، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم ٣/ ٢٩١.
1 / 18