اليسر والسماحة في الإسلام
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
وينبغي ألا يستكثر الإنسان على ربه بالتوبة إذا عصى، أو يصارع نفسه ويدخلها في مستنقعات الوسواس الخناس إذا اقترفت يداه ذنبًا أو وقعت عينه على معصية، بأن يقول: إن الله - تعالى - لن يغفر لي بعد هذا، فهذه معصية كبرى، وعقيدة فاسدة، وسوء ظن بالله جل شأنه، وهو باب من أبواب الشيطان لئلا يعود إلى ربه مرة أخرى ويعمل الأعمال الصالحة، يقول ﵊: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» (١) .
ويقول ﵊: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» (٢) .
ومن يسر هذا الدين وسعته ورحمته أن الله - تعالى - جعل الأعمال الصالحة مكفرات لخطايا بني آدم، لقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٣) .
وقوله ﵊ لأبي ذر ﵁: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» (٤) .
_________
(١) صحيح مسلم، رقم٦٩٦٥، ص١١٩١.
(٢) سنن ابن ماجه، رقم٤٢٥١، ص٦١٩. رواه الترمذي في جامعه برقم٢٤٩٩، ص٥٦٨-٥٦٩. رجاله ثقات غير زيد بن حباب قال فيه الإمام أحمد: صدوق كثير الخطأ.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ٧٠.
(٤) جامع الترمذي، رقم١٩٨٧، ص٤٦٠. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
1 / 19